من الغباء أن نتوه في الطرقات.. بينما الطريق ساهل
أبو بكر الطيب
نحن أمام قضية حقيقية بكل مضمونها، ولكنها تجد من يناهضها معترضًا على الحق والعدل، لفتح مسارات أخرى للالتفاف على القانون.
إن قضية اتحاد الخرطوم قضية بسيطة في مضمونها، لكنها استفحلت واتسعت بفعل ركوب الرأس والعناد، والاعتماد على الوساطات والشخصيات النافذة، في تعطيل الأحكام القضائية وإلغائها، فالحذر كل الحذر من هذه الطرق الملتوية التي تكثر فيها الحوادث، وخسائرها كبيرة نسبةً للتجاوزات الغير محسوبة المخاطر والعواقب، ومما يفاقم من خطورة مثل هذه الطرق الوعرة إنها معتمة، وتفتقد المصابيح التي تضيء العتمة، ومهما بلغ حجم الالتفاف والملتفّين، فإن مردودهم ليس له سوى طريق واحد فقط، وهو طريق تطبيق قرار المحكمة بالرقم 50/2022، كما نقول لهم أن الطرق الملتوية تحصد الأرواح وتوقع الجرحى، وتلك طريقة فاشلة لعلاج قضايا صدر فيها حكم قضائي، ومثل أفكاركم هذه ليست سوى وسيلة للإعاقة الدائمة، التي تطيل من أمد الأزمة وفترة العلاج، الذي ستدفع نفقات علاجه أندية الخرطوم، وتلك خسارة لا تعوض.
نعود لأصحاب فكرة الاتجاه الواحد، لماذا لا توفروا جهودكم بالسير في الاتجاه الصحيح، بأن تنصحوا من يسلك الطريق الخطأ والمعاكس، أن يعدل مساره ويذهب في الاتجاه الصحيح، ويفتح الطريق أمام الجميع ويحترم القانون.
الخطاب يُقرأ من عنوانه، لقد اجتمع نفرٌ من أربعة وخامسهم، في لقاء من أجل إنهاء أزمة اتحاد الخرطوم، معتقدين أن ما توصلوا إليه سيجد القبول والترحاب، فماذا تمخض عن هذا اللقاء الباهت؟
يريد هؤلاء أن تستلم لجنة التسيير، وبذلك يكون قرار المحكمة قد تم تنفيذه وانتهت المعضلة القانونية، ولكن بعد أن تستلم لجنة التسيير، وقبل الشروع في أي عمل لها تقوم بالتنازل عن حقها، لمصلحة نفس الأشخاص الذين تمت مقاضاتهم، بالله عليكم تخيلوا مثل هذه الأفكار الجهنمية والعبقرية المؤثرة لحل القضية، وأن ذلك هو السبيل الذي ينهي القضية!
السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا كل هذا التمسك بالبقاء على سدة السلطة في الاتحاد ورفض الحكم القضائي والالتفاف على القانون؟ وابتكار حلول بديلة هي أبعد ما تكون عن المنطق والعدل، وماهو السر في الإصرار على عدم احترام القانون والوقوف في مواجهته؟
على حسب المعلومات المتوفرة، يكمن سر التمسك وعدم التنازل للجنة التسيير، في الخوف من العقاب ومن فتح ملفات تودي بأصحابها إلى مزبلة التاريخ الرياضي.
وأهلك العرب قالوا:
إن من يصرّ على ارتكاب المعاصي وتحدي القانون، مهما حدث له أو لغيره ومهما كانت النتائج، هو من أصحاب النفس الشريرة والجهل في أبشع صوره.
والله المستعان .