النّجم الثّاقب

إن رأيتِ الصبح يبدي لك سحرًا

د. طارق عوض سعد

فاذكريني.. واذكري يوم البحيرة..

خمسة وثلاثون عامًا مضت على نيل المريخ بطولة كأس الكؤوس الإفريقية..

خمسة وثلاثون عامًا على الناس صناعة النصر عنوة واقتدارًا ..

لم تكن الأولى.. فقد سبقه منتخبنا الوطني بإحراز بطولة الأمم في العام سبعين من القرن الماضي.. نعم القرن الماضي..

يالضعفنا وهواننا.. أصبحنا كالمحبوب الصريخ.. كلما هاج موج البحر يجتر ذكريات البحيره حين لقاء..

كبتهوڨن ومعزوفة العشاء الأخير.. وامتنانات الغرباء لو لم تكتب سوى نوتة العشاء لكفاك ذلك..

كلما يقترب شهر ديسمبر من كل عام.. اشفق على حالنا وحال الرياضيين عمومًا.. وهم يضيئون الشموع فرحًا لبطولة.. أقل ما توصف به إنها وفقًا لقانون الملكية الفكرية.. وأصبحت ملك وإرث للشعب في دلالة واضحة لطول فترة المولد..

ما يحز في نفسي سؤال كثيرًا ما أرّقني.. وأنا أتلقى دعوات الاحتفال بمثل هكذا بطولة..

ثم ماذا بعد؟

هل تحقيق البطولة المحتفى بها كان نتاج حظ وصدفة عابرة؟ ولو افترضنا جدلا عدم وجود الحظ.. لماذا لم تتوالى هذه البشريات تواليًا؟ ووقفنا فقط في محطة كأس مانديلا؟ من الصعوبة بمكان إيجاز أسباب توقف القطار قبل خمسة وثلاثون عامًا..

كنت حين ينسال الحزن ويغطي مساحات التمدد في ناظري.. أردد دائمًا كلمة “لخير”.. لربما أراد الحق عز وجل اصطفائي لأمر يليق بصبري وجلدي..

وأن ثمة إسقاط للحرب على حاصل الرياضة الآن.. رغم تباعد واضطراد حالات التناسب والعبر..

إلا أنني أجدني بفقه المتفائل.. أن الحرب لربما كانت “لخير”.

كيف ذلك والمريخ غادر وشبع مغادرة.. والهلال رغم ذهابه بعيدًا في البطولة الإفريقية.. بيد أن خطواته لا زالت ثقيلة قبالة أندية شمال إفريقيا..

إذن من باب أولى أن نسترق ونستشرف لحظات.. لنقرأ فيها عبر مؤتمر جامع يضم كل ألوان الطيف الرياضي.. لمناقشة عقبات تذبذب وتراجع كرة القدم السودانية.. ونعلن الآن الاعتذار عن أي منافسات خارجية..

لن يرفض الاتحاد الإفريقي طلبنا.. إذا ما بصمت تقديراتنا في الاعتذار.. بدرء آثار الحرب التي انتظمت البلاد العام الخالي ولا زالت..

نكتب كتابنا بيميننا.. الإدارة والأندية الكبيرة منها والسنية.. انتخاباتنا على مستوى الأندية والاتحادات.. وعلى المحترفين استيفاء متطلبات “فيفا” وأخريات.. من بتل أفكار الخبراء وهم كثر..

نعتذر لمدة عام واحد فقط.. عوضًا عن الاحتفال في كل عام ببطولة أكل عليها الدهر وشرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..