النّجم الثّاقب

حين يُضاء الماء بالموسيقى

د. طارق عوض سعد

المزازيك الحاصلة اليومين ديل في المريخ، محتاجه لدرويش ثمل مضروبٌ بالمس والعرق والجنون، أو لأجمل تصوّفات العم الجليل الشاعر محمد مفتاح الفيتوري التي قال فيها:

في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق

وهذه بتلك، أجزم أن مجلس الصامتين عدا النمير، يرقصون الآن على أنغام قربة مقدودة بلا ساق، ذات الرقص الراسخ في استضاءة الماء بالموسيقى، المهم مطرة صبت لكن وين؟ الله أعلم!

يجلسون حول الماء، والماء من حولهم كترجمان يقرأ في صفحات التاريخ، ثم لا يدري ماهية تلك الشخوص التي مهرت كتابه، المهم المدمر قال مافي شرط جزائي، ثم رقصوا وثمة نمنمات وهمهمات “خلاص مافي داعي نلحقو أب جيبين”.

اليوم جابت ليها تقويم، أشرف المجالس أصدر بيانه موضحًا أن المعتوه قيد التقويم، ضحكت حتى بانت نواجذي، وتذكرت حدوته النقد والنقض، تقويم مرة واحدة كده! لا شأن لنا بأسنان المعتوه، شوفو لينا قصة الشرط الجزائي، هل يدرب المعتوه المريخ بأسنانه؟

من الأسى بمكان أن يتمجلس 15 رجلًا، من أجل إصدار مخرجات اجتماع بمثل هكذا عربي جوبا.

تقويم قال، نحنا جايبين مدرب أجنبي طول وعرض واحتراف عشان نصلحوا؟ نصلحوا ولا يصلحنا؟ التقويم يا سادة يعني الإصلاح، وإن قصدتم الصلاح فهذا قطعا يعني إننا بصدد سوليناس نسخة جديدة أبد الدهر.

نخلي موضوع الإعاشة والجوع والفاقة ونقعد نفتش في مستشفى مجانين ولا كيف؟ لا أدري من أين لهذا المدمر كل هذه القدرة، على استنساخ صور متجددة كل يوم أملًا في تخدير شعب بحجم دولة المريخ، ثم لا ادري كيف يتسنى للراقصين بلا ساق، الاضمحلال في وحل الصمت العضوض، رغم جوقات الموسيقى النميرية الموغلة في البهتان.

وأربأ بنفسي عن وصف السادة أعضاء المجلس بمحتوى السيناريست مصطفى محرّم “الراقصة والطبال”، لجهة أن مملكة المريخ أكبر من مداهنات تسربل الراقصة في قهر الطبال، لدفق المزيد من الثلج البارد.

لكن إن راق لهم القميص فلا راد لمطلبهم، حيث أن مهمة الحايك حياكة الرداء بما يتوفر له من ألوان، ولا يتحمل بعدها المسؤولية في حال تقمصك لونًا لا يليق بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..