الرجل الأجوف
أبو بكر الطيب
دائمًا ما نسمع أو نوصف شخص ما بالرجل الأجوف، فمن هو الرجل الأجوف إذن؟ إنه الشخص المغرور الذي لا يرى سوى نفسه ورغباته، وهو من أسوأ الشخصيات، لأنه لا يميز بين الثقة بالنفس وبين الغرور والتكبر الأجوف، وهناك خيط رفيع يفصل بين الثقة والغرور يعمي نور الحقيقة في عينه، فيعتقد أن هذا الغرور المسيطر عليه ما هو إلّا ثقة بالنفس يحسده عليها الناس، وهو يرى من وجهة نظره أنه شخص واثق من نفسه لأقصى الحدود، وكل هذا ليس سوى ستار لتصرفاته، حتى لا تنكشف حقيقته أمام الناس، ومن ثم تبدأ المشاكل والفشل في جميع تصرفاته وأفعاله.
عندما تتصادم أحلامنا وواقعنا مع الشخص الأجوف، وتتصارع حياتنا مع رغبتنا في وجود تلك الشخصية الجوفاء، نبدو حينها كأننا تائهين عاجزين، لا نعلم في أي اتجاه نمضي أو بأي استغاثة نستغيث.
شخص بمثل هذه المواصفات والعناد، تجده دائمًا في المواجهة بعد كل فشل، ورغم تكرار الوقوع في الأخطاء إلا أنه لا يتورع ولا يستحي مما يجعل الكثيرين ممن هم حوله، لو أتيحت لهم فرصة التخلص منه بدك عنقه وكسر غروره، وإراحة الناس من شرّه وغروره، لفعلوها ولم يتوانوا لحظة.
مريخنا الحزين المُفترى عليه، أصبح كالرجل الضعيف الذي اعتراه اليأس من خوض انقلاب، والقضاء على سلطان الواقع وإن كان ذلك ليس مستحيلًا.
مشكلة المريخ تكمن في عدم قدرتنا على الإيفاء بمتطلبات الواقع، مع تحقيق الأحلام والتطلعات المستقبلية، ولا أظن إننا نستطيع ذلك في الوقت الراهن، نسبة للظروف الراهنة التي يمرً بها الوطن والمواطن، لكن في النهاية الأمر يحتاج إلى كثير من التضحية، وما أقساها من تضحية تقدمها “الصّفوة”، لكن بمن نضحي بالريس؟ أم المجلس؟ أم الاثنين معًا؟ أم الخيال الذي فيه أحلامنا؟
سأعيد عليكم السؤال بطريقة أخرى، ما الذي يستحق أن نضحي به أهو الواقع أم الأحلام والتطلعات؟
وأهلك العرب قالوا:
إن باقة حلمي بين يديك فأحمل عني عبء الخطيئة، وأعرني كأسًا أرتل فيه مأساة وجودي.
المريخ ليس ساحة لبناء الشخصيات الجوفاء وهدم القيم، بل مساحة للابتكار والإبداع وفهم المستقبل وتوقع مساراته.
والله المستعان.