وسط الرياح

إعادة بناء

أبو بكر الطيب

مجتمع المريخ في حاجة جادة وصادقة، لإعادة بناء كوكبه وتأهيله من جديد، بعد التصدع والانقسامات التي ألمت به وأفقدته كل أمل في التوحد والتعاضد، لكن قبل البدء في ذلك لا بد أن نسأل سؤال، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التشظّي والانقسام، لأن فهم الأسباب والتحديات يساعد على إيجاد الحلول المناسبة والممكنة، للوصول إلى نتائج إيجابية تؤدي إلى توحيد الجهود والصفوف والرؤى.

وحتى يتحقق ذلك كله نحتاج أولًا وقبل كل شئ، إلى بناء الثقة بين جميع المكونات المنقسمة، بمد جسور التواصل والتفاهم والعمل المشترك، من أجل مصلحة الكيان فقط وليس لغيره من الانتماءات، ويكون ذلك عبر تنظيم اللقاءات الحوارية المفتوحة بين الأفراد والجماعات، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، إذا نجحنا في تحقيق هذه الخطوة، نستطيع القول بأننا وضعنا قاعدة صلبة، يمكنها أن تكون بالفعل بداية حقيقية لمستقبل أفضل.

وقبل الخوض في أي شيء، لابد من وضع سياق محدد لتحقيق ذلك الهدف، يتحديد الأطراف المستهدفة والمعنية بالهدف، وتحديد الإشكاليات الأساسية المشتركة بين هذه الأطراف المختلفة.

ومن أكبر المعوقات التي تواجه المريخ، تلك المجموعات التي لها مسميات متعددة، وأهداف وتوجهات مختلفة موضوعة من قبل مؤسسيها، تعمل وفق قناعاتها الخاصة وتوجهاتها، وعند الانتخابات تعمل كل مجموعة على ترشيح بعض أعضاءها للدخول إلى مجلس الإدارة، حتى يكونوا ممثلين لهم من داخل المجلس، ويكونوا هم كحاضنة لهم لتمرير أفكارهم وأهدافهم داخل المجلس، وهذا ما تسبب عدم التوافق والانسجام بين أعضاء المجلس الواحد، وكان من الطبيعي أن يظهر المجلس بهذا الشكل الباهت الضعيف المهزوز في كل قراراته.

ولكي نتجنب مثل هذه الإشكاليات مستقبلًا في الانتخابات القادمة، يجب عدم الزج بمرشحين أقل قامة من المنصب والموقع، بأن يجد كل من هبّ ودب نفسه بين عشية وضحاها عضوًا في مجلس الإدارة، لابد من الآتي:

* وضع ميثاق شرف موحد، تجتمع عليه مختلف المجموعات والمسميات ويلتف حوله الجميع، ويستمدون منه أهدافهم وغاياتهم ومواصفاتهم ومعاييرهم ومقاييسهم لكل قادم إلى مجلس الإدارة.

* ⁠وضع مفاهيم وقوانين تحدد الأهداف المطلوبة من تلك التجمعات، أهمها تهيئة البيئة المحيطة بالكيان وخلق جو معافى يساعد على الاستقرار.

* ⁠تقديم يد العون والمساعدة متى ما طلب المجلس ذلك.

* ⁠عدم التدخل المباشر أو غير المباشر في شؤون المجلس.

* ⁠تعزيز التعاون بين المجلس وتلك المجموعات، بإفراز كوادر وأجيال جديدة من القيادات المؤهلة.

* وأخيرًا، العمل على الحفاظ على الوحدة والتماسك، لتحقيق النجاح والازدهار والاستقرار.

وأهلك العرب قالوا:
إعادة بناء مجتمع منقسم على نفسه، تحتاج لجهود كبيرة ومستمرة وعزيمة صادقة وجادة.

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا.. وإذا افترقن تكسرت آحادًا.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..