النّجم الثّاقب

السيد المريخ 2

د. طارق عوض سعد

السيد المريخ رئيس جمهورية السودان لكرة القدم

تحياتي ومودتي واحترامي..

ثانيتان من وله.. وستٌ وأربعون من الدقائق والغرام..

وساعتين لاختزال الزمن المسافر أملًا في سماع صوتك الأيفع..

وأربعة وعشرون قيراط من عيار الساعة والنحيب والشوق والتراتيل والترانيم والأجراس..

مسجاة على قاب قوسيك وحاجبيك.. كالأقزاح في حزن الأفراح.. وميلاد التضاد على ربا بطولاتك الماضيات والآتيات..

ديسمبر ويومه الأخير.. وعمرًا عامرًا بالأعمار.. واعتمال أوعية المضخات الدمائية الجديدة في عروق العاشقين..

مئة من السنوات وستةٌ وعشرون عامًا من عمرك.. مرت على عجل.. والسماء لم تكن إلا مرسىً لأنثاوات السحر.. إذ أن النجم قيد الأطلال..

نساء يتفجرن أجنحة وشلالات روحانية بالعصير الموسيقي المقدس.. وقارئة فنجانهن تؤرق بغيبيات جماعات الأنس في الغرفة المطلقة وتزف البشريات.. أن الكاهن قد أزف وحان الميعاد..

كنت وكان اللون الأحمر وسامًا على أفئدة السود.. من سفرجل الكاظمين الحب لك وبك.. وكنت أصفر المُحيّا.. كالحكيم لطيفًا برعاياه.. أن كفو من بذل الادّعاء فأنا البطل.. وقد أعذر من أنذر..

لم تحمل عصاك إلا لمن عصى.. لم تسرق مباهج الفرحين.. إلا من الذي لأذيتك استقصى.. شهمًا كالفراديس في أسفار المانجو على الأرض الاستوائية.. تتلون كيفما اتفق ابتسام الطفل
كريمًا.. كالسهل الماطر..

كالنجم المستطاب في غياب القمر.. كالأغنيات الباذخات في ليلة عرس بانت.. بعد أن عز الفرح ردحًا من الزمن..

كالشمعة الباكية في ظلامات التلاميذ.. كابتسامك لشخصي.. وأنا أكبت صوامعي المليئة بباجورات الوداد المتكسرة لغياب المحبوب..

كيوم التحرير في وطني..

يا وطني..

يا وطني..

يا وطني..

عشاء ديسمبر الأخير.. يومًا عنيقًا في روزنامة الله.. يومًا واحدًا ونلعق سويًا أخريات ساعات الرحيل المر..

نقطف اللحظة إثر اللحظة.. كالطفل ودهشته حين تنسم حديقة الملاهي للمرة الأولى..

كاحتراز العين لتفادي الرمل إثر عاصفة ترابية.. كأغنية إنجليزية بلسانٍ عربي مبين..

السيد المريخ.. عيد سعيد.. وعام جديد..

لا يهمنا النزوح العضوض.. طالما تمنحنا أنت المكان.. وأي مكان غير قلبك أقصى غرفة جهة اليمين مستودع أمانك الذي لا يُضام..

كل عام وأنت العيد.. لك من الأمس واليوم وغدًا كل الطيوب الحلوة..

وأخيرًا جدًا.. لك مني الذي لا تعلمه..

أعانقكم..

كونوا جميعًا بخير وأنتم أكثر تجذرًا في المحبة والوصال..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..