“الصّفوة” توثق للحاج صبير حكايات الزمن الجميل.. وصناعة جيل
الصّفوة – القاهرة
حاوره د. ياسر بابكر
حينما زارته “الصّفوة” مساء أمس، في شقته الأنيقة العامرة بالكرم الفياض، في مجمع جاردينيا السكني بمدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة، انداح الحاج صبير في حديث مفعم بالذكريات الجميلة، عن تجربة أشبال المريخ التي يعتبر الحاج صبير من الآباء المؤسسين لها، مع رفيق دربه الراحل الأستاذ محمد عبد المجيد، سرقنا الوقت ومضت عقارب الساعة بسرعة، ونحن لم نرتوي بعد من عذب حكاياته عن مريخ صنع التاريخ.
مدرسة وفن الانتقاء
كانت لنا مدرسة متفردة في تجربة الاشبال بالمريخ، لذلك كنا الأفضل سواءً في دوري الأشبال، أو في رفد الفريق الأول بالمواهب المتميزة، التي كانت تجد طريقها مباشرة للتشكيلة الأساسية، حيث كان لدينا “كشيفين” في جميع أنحاء السودان وبالأخص العاصمة الخرطوم، وكنا نذهب بأنفسنا للوقوف على كل لاعب مرشح فنيًا أولًا ثم نتعرف على أسرته وأحواله، وبعد انتقاء الموهبة نعمل معه تربويًا ونحبب له الانتماء للمريخ، حتى يتشرب الشبل قيم الأحمر الوهاج، وكنا نتابعهم حتى في المدارس، ونحثهم على التحصيل الأكاديمي ونكرم المتفوقين منهم أكاديميًا.
جماهيرية والدخل للجميع!
فريق أشبال المريخ كان آيقونة دار الرياضة أم درمان، ومبارياتنا كانت الأعلى حضورًا جماهيريًا آنذاك، لما يضمه الفريق من مواهب على غرار الحارس يس بابكر، عبد السلام حميدة، صديق العمدة، عيسى صباح الخير، كنماذج من جيل الثمانينيات، ثم يأتي خالد أحمد المصطفى، إبراهومة، إدوارد جلدو، جندي نميري، من جيل التسعينيات، وقد تفوقنا على الهلال كثيرًا في قمة الأشبال، وكان الدخل آنذاك يوزع على كل فرق الأشبال الأخرى، حتى صرنا حينها رافدًا مهمًا لبقية الأندية.
مغامرات التسجيلات وسر مدثر
التسجيلات حدثت فيها مغامرات مثيرة وكثيرة للشباب، سأحكي لكم نماذج منها مثل تسجيل لاعب اسمه مدثر من الثورة الحارة الثامنة، حيث ذهبنا يوم المباراة الختامية للرابطة، وعادة ما نحضر خفية بدون علم اللاعب وفريقه، ووجدنا في الملعب ازدحامًا وحشدًا جماهيريًا كبيرًا.
فقررنا دخول منزل مواطن قريب من أرض الملعب به طابقين وسطح وبلكونة، وبالفعل تحججنا بأننا نبحث عن منزل ولم نعثر عليه وقد أصابنا العطش، وسألنا عن المباراة القريية من المنزل كأننا لا نعرفها، فأدخلنا صاحب المنزل واصطحبنا لسطح المنزل، وأحسن ضيافتنا ونحن نشاهد مباراة الفاينال، ثم ذهبنا لمنزل اللاعب مدثر بعد المباراة الذي لنا معه سابق معرفة وسجلناه.
جلابية أنصاريّة وفريني الوحيد
اللاعب الوحيد الذي دفعنا له مبلغًا كبيرًا من المال آنذاك كان ياسر فريني، الذي دفعنا له 50 جنيه سوداني لأنه قال أن ناديه ممانع ولديه التزامات، فاصطحبته للراحل محمد عبد المجيد فدفع له النقود وسجلناه.
وهناك حادثة طريفة أخرى مع الشبل الصادق، وهو من أسرة أنصاريّة كبيرة، وفي أحد أيام الجمعة اصطحبنا معنا كابتن عادل عطا، الذي حضر من منزله بجلباب أنصاري، ولم نجد في أمدرمان استوديو مفتوح فعبرنا إلى بحري، وفي الاستديو قام عادل عطا بخلع قميصه للصادق الذي صورناه ثم سجلناه.