وسط الرياح

وداعًا يا ظلام الهم

أبو بكر الطيب

ها نحن نودع عامًا مضى، بكل ما يحمل من أحزان وأتراح وبؤسٍ وشقاء، ونغلق صفحةً من عمرنا حملت معها كل قسوة الأيام وغدر الخلان وتنكر الاخوان وجفا الحبان، ولكن تجدنا ممتنين لهذا العام لأنه منحنا فرصة للتعلم، ومعرفة طباع من كانوا حولنا من البشر، كما أنه منحنا مساحة للنضج وقوة التحمل وتلك كانت مكاسبنا من هذا العام، ولن ننسى بطبيعة الحال تلك الظروف التي مررنا بها، وسنحمل معنا ذكرياتها في طريقنا نحو المستقبل.

لنبدأ مرحلة جديدة لما تبقى من عمرنا، ونفتح فصلًا جديدًا من فصول حياتنا، ونتعلم منه معاني الأمل وتحقيق الأحلام، وحتمًا سيكون عامًا مليئًا بالتجارب والمواقف والأفراح بعد طول انتظار،
وأول ما نستقبل به العام الجديد هو هذا الدعاء: “اللهم اجعله عام خيرٍ وسلامٍ وأمنٍ وأمان، اللهم مع بداية هذا العام اجعله بداية نصر وانتصار لقواتنا المسلحة الباسلة، وأن يعم السلام جميع ربوع وطننا الحبيب”.

نودع عامًا مضى، وذلك لا يعني أننا سننسى تلك الأيام وتلك الأوقات وأؤلئك الناس، سواءً الذين خذلونا أو الذين دعمونا ووقفوا بجانبنا، لن ننسى تلك القرارات المصيرية التي اتخذناها، لنقيّم ما كان خاطئًا وما كان صائبًا، وما يحتاج إلى تصحيح وتقويم أو ما يحتاج إلى إلغاء.

أما الذي استفدناه من ذلك العام، فهو كمية الدروس والعبر التي استخلصناها منه، ومع ذلك ستستمر الحياة لنستمد منها الحكمة، ونعلم أن لكل بداية نهاية وأن لكل نهاية بداية جديدة، وقودها الأمل والعزيمة والإصرار، الذي يجعلنا قادرين على مواجهة العام الجديد، رغم أن العام الذي مضى كان مليئًا بالإخفاقات والتحديات والخذلان.

هو عامٌ جديد لفرصةٍ جديدة، لنبدأ من جديد مع علاقات جديدة وطريقة جديدة، نستطيع معها أن نحقق ما لم نحققه في العام الماضي.

مع بداية العام الجديد أسأل الله العلي القدير، أن يجعله عامًا مباركًا على الجميع، وأن تتحقق فيه جميع أمانينا، وتنعم فيه بلادنا بنعمة الأمن والأمان.

وأهلك العرب قالوا:

إن الحكمة لا تأتي من فراغ، بل تتطلب منا تجاوز العديد من العقبات والمسافات التي يتوجب علينا اجتيازها، ولا يعقل أن نتجاوزها بدون أخطاء، وهنا نتعلم الحكمة.
والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..