عادت الابتسامة.. وداعًا يا ظلام الهم

محمد الطيب كبّور
حقًا الصورة لا تكذب ولا تتجمل، وهي أداة لتوصيل الشعور للآخرين مهما بعدت المسافات، وبالأمس كانت الصور حاضرة من أرض الشناقيط، وتحديدًا من تدريب المريخ المسائي في الصالة، والابتسامة تعلو وجوه لاعبي المريخ وإبراهومة يتوسطهم وابتسامته حاضرة، أما السماني الصاوي فإن ابتسامته العريضة توحي بأنها بقايا قهقهة سبقت اللقطة.
كيف لا تعود الابتسامة للحمر الميامين والمكاجر ومعاونوه غياب من الصالة، والتمرين بمزاج عالي والصور نقلت كل شئ، ودخلنا أجواء الفرح هذه بروح تبحث عن عودة المارد الأحمر، الذي شكل غيابه حالة من الاكتئاب لدى جماهيره، التي أرهقها الوهن والضعف الذي ظهر به معشوقها، في آخر مباراتين في الدوري الموريتاني، وهو بلا ملامح ليقبل الخسارة تلو الخسارة.
مارس الإيطالي كل أنواع الصلف مع لاعبيه بحجة الانضباط، وفي حقيقة الأمر كانت مجرد حجة يستخدمها كذريعة للضغط على المجلس، لكي تتم إقالته ويكوش على الدولارات، وعاش المجلس ضغوط رهيبة لكنه لم يستجب للإيطالي، وفي نفس
الوقت ظل يخفي الحقيقة عن جماهير المريخ، التي بدأت تتساءل لماذا هذا السكوت على أسلوب سوليناس المنفر، الذي أوصل المريخ لخوض مباراة من الدوري بدون لاعبين في دكة الاحتياط سوى ثلاث حراس مرمى!
“الصّفوة” ظلت تطارد الحقيقة، لا لتعرية المجلس كما ظن البعض وإن بعض الظن إثم، بل كان الهدف الأساسي “الصّفوة” البحث عن الحقيقة للمساهمة في الحل، وهذا التقصي والتحقق يعتبر من صميم واجبنا المهني، وكان للطرق المستمر على القضية الفضل في كشف الخلل، وعلم الجميع أن العلّة تكمن في عقد الإيطالي.
أخطأ المجلس في تمديد عقد الإيطالي، بكتابة عقد جديد ببنود جديدة جعلت العقد الأول لاغيًا، ولم يحتوي العقد الجديد على أي شرط جزائي وبالتالي تورط النادي، ومارس سوليناس بمكر اعتاد عليه كل العنت والمكاجرة ليجبر المجلس على إقالته، وحاول المجلس أن يخفي الأمر وهذا خطأٌ آخر، لأن الكثير من قانونيي المريخ كانوا جاهزين، للمشاركة في البحث عن ثغرات قانونية تخلص المريخ من هذه الورطة.
الآن بحمد الله بعد ترقب طويل، تم إصدار قرار إقالة الإيطالي وطاقمه المعاون، وحسب ما أعلن مجلس إدارة المريخ، تمت العملية بالتراضي وهذا هو المطلوب، لأن أكبر كارثة ظلت تهدد المريخ في الأيام الماضية، هي وجود الإيطالي على رأس الإدارة الفنية.
أكثر وضوحًا
كُثُر داخل مجلس إدارة نادي المريخ، لم يطلعوا على بنود العقد الثاني الذي تورط فيه المريخ، ليصبح تحت رحمة الإيطالي الجشع وأسلوبه الذي اعتاد عليه، والذي جعله غير مهتم بالمريخ، بحيث لم تظهر له أي بصمة تدريبية بل حارب لاعبيه.
الجميع استغرب طريقته في معاقبة اللاعبين بإيقافهم عن التدريبات، وبالتالي افتقدهم المريخ في مباريات الدوري، وبالتأكيد استخدم هذا الأسلوب لتحقيق أهدافه، لأن المنطقي إذا أراد معاقبة لاعب، أن يرفع أمره لدائرة الكرة لتطبيق اللوائح عليه، لا أن يُقدِم على عقوبات تضر بالفريق نفسه.
نمارس دورنا الرقابي بضمير مهني خالي من الأغراض، ويهمنا فقط المريخ و”الصّفوة.. صوت الحقيقة”، ونتجاوز الكثير من الأحداث لو كان فيها ضرر للمريخ، ولا نهتم حتى بالسبق الصحفي إذا تعارض مع مصالح المريخ، ومع هذا بعض “المصنفاتية” لا يرون في “الصّفوة” شيئًا جميلًا.
الكثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، يظنون أنهم مؤثرين ويكتبون بلغة الوعيد والتهديد، ولا أدري من أين اكتسبوا كل هذه الثقة للتنكيل بالآخرين دون وجه حق، وهم في حقيقة الأمر منتفخين أكثر من اللازم.
بإذن الله يعم الأمن ربوع السودان بدحر التمرد اللئيم، وحينها تفعل مؤسسات الدولة فعلها ومن ضمنها مجلس الصحافة والمطبوعات، ويضبط يحسم التفلتات الموجودة في مهنة الصحافة التي أصبحت بلا ضوابط، ويشمل الضبط حتى مواقع التواصل الاجتماعي.
مجرد سؤال
من أين جاء هؤلاء؟