النّجم الثّاقب

صنعوا صنمًا وأكلوه

د. طارق عوض سعد

أقرب المقربين لم يكن يتوقع أن تكون الصلوات في معبد الحب، ينعقد لواء قدسها على رسن اجتماعٍ حاسمٍ لم يتم أصلًا، إذ صنعوا صنمًا إيطاليًا “فرز أول”، فتسلطن عليهم وتمرد وتطاول وهرد لهاتهم بالصراخ أن تعبنا.

وكعادة الطغاة، مضى الإيطالي كالشواظ من حمم البراكين يحمي ظهور صانعيه، حتى خال نفسه أنه الحكومة “من النهار ده مفيش حكومة أنا الحكومة”.

تسربل بماء الكحول وتوهط على رؤوسهم، متأخر مالك؟ مفيش فطور أجلدوه سوطين، مفيش صلاة تفرعن التتار ثم قال أنا إلهكم الأكبر، هكذا بلغ بالجمع ونميرهم الزبى.

وثمة مسرحية سمجة الإخراج، وموقع النادي الرسمي يبثنا في صباح أمس الباكر خبر إقالة المعتوه سوليناس، مع أن الاجتماع من المفترض أن ينعقد الثالثة ظهرًا، فضيحة جديدة لم تفُت على فطنة جماهير المريخ الواعية، بيد أن فرحة المحبين بإقالة المعتوه، كانت أكبر من أضحوكة الاجتماع الذي لم ينعقد أصلًا.

كيف صدر القرار؟ قطعًا عبر حكومة المدمر والجنرال ومتعهد العهد “ثالوث الكهنوت”، ولا عزاء للصامتين الغير كاظمين الغيظ، لطالما أجورهم سارية تحت الطرابيز، أن يكون أجرك في مكانٍ أدنى، فذلك يحتاج منك إلى الانحناء لأخذ ما يليك، والانحناء في عرف النمير اعتلال الضمير واضمحلال في بئر الخوار الآسن “خذ واصمت غصبًا عنك”، وفي عرف الصامتين “قريشات يقمن صلبهم”.

خلاصة الأمر اجتمعوا أم لم يجتمعوا، فقد صنعوا يومًا صنمًا من عجوة وحين بلغ الجوع منتهاه أكلوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..