وسط الرياح

خُطىً كُتِبتْ علينا

أبو بكر الطيب

أصبح المريخ فاقدًا المناعة والوقاية إذ أصابه الهزال والضعف، مما جعله يستنزف كل طاقته ومناعته إذا تعرض لأقل مشكلة، ويحتاج إلى الدخول إلى غرفة العمليات أو الانعاش بسرعة، بسبب حالة الغضب والإحباط التي تنتابه، من أعضاء مجلس إدارته أو من المنتمين إليه بأي صورة من الصور، الذين أهملوا في الاهتمام بصحته والعناية به، بل أوردوه موارد الانحدار والهاوية.

الذي ينظر إلى ماضي المريخ يصيبه الحزن والأسى، بعدما خسر ذلك الماضي وانتهى، ونتذكر هنا رائعة أم كلثوم “تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عذاب”.

نحمد الله كثيرًا على ذهاب المدرب الإيطالي، وها نحن نفتح صفحةً جديدة ونتقدم نحو الأفضل، أملين أن يبذل المجلس جهدًا قويًا وأن يقوم بخطوة تحسب في مصلحته، بأن يتقدم جميع أعضاءه باستقالاتهم مكتفين بما قدموه حتى الآن، واضعين في تقديرهم وقف الإخفاقات والفشل الملازم لعهدهم، والتقصير الذي أصبح سمة من سماتهم وماركة مسجلة باسمهم، حتى اعتاد الجمهور أن لا يرى شيئًا غير هذا الفشل، لو فعلتوها تكونوا بالفعل منحتم المريخ قسطًا من الراحة والاستجمام، حتى يعود من جديد متعافيًا من تلك الأمراض التي كادت أن تودي بحياته، ونقدر إحساسكم بالضغط المستمر وأنتم تواجهون عقبات لا قبل لكم بحلها أو تجاوزها، فتعطونها أكثر مما تستحق من الوقت والجهد، تاركين أمر حلها للسيد الرئيس وحده لكي يقرر بشأنها، والذي لحداثة تجربته يحول بينه وبين إدراك الحل، ويتعذر عليه اكتشاف الحل الذي يتفق ويتسق ومكانة المارد العملاق.

بعد انهزام المجلس، وسقوطه في بئر الفشل الذي ولّد عندهم الخوف، وحرمهم من معرفة طريق التميز والإبداع، فلاذوا بالفرار والهروب والانزواء مكتفين بصمتهم أمام التحديات والإنجازات، وهم يسترقون النظر لما يدور من حولهم، ونقول لكم سقوطكم يبقى حيث كنتم فلا أمل لكم في النجاح.

وأهلك العرب قالوا:
وَنَفْسُكَ لَمْ تَجِدْ نَفْسًا سِوَاهَا مشيناها خُطىً كُتِبَت علَينا ومَن كُتِبَت علَيهِ خُطىً مشاه
وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ فَلَيْسَ يَمُوتُ فِي أَرْضٍ سِوَاهَا

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..