وسط الرياح

أزمة عقل وإفلاس

أبو بكر الطيب

يبدو أن أعضاء مجلس إدارة المريخ مثلهم كمثل النعامة، غرسوا رؤسهم داخل صمتهم معتقدين أن جماهير المريخ لا تراهم على حقيقتهم.

إذا لم يكن لدي مجلس المريخ، ذرة من المساحة في مخيلته الأخلاقية للاعبي النادي، فهل لدينا أي سبب لتحمل إخفاقاتهم وفشلهم في القيام بواجبهم داخل المجلس؟

استوقفني كما استوقف الكثيرين حديث الريس النمير، في رسالته المضمخة بالوعيد المنشورة عبر الوسائط المتعددة، والحقيقة نص الخطاب طويل وهام، ويحمل من التهديد والوعيد ما يحتاج إلى أقلام ومساحات للكتابة عنه، ولكني اكتفيت منه بأخذ ما يحتاج للمعاينة، والانزلاقات الخطيرة التي جرفت قدم صاحبها، ليضع نفسه في مقاربة ولو بعيدة برب العزة والجلالة، وهذا أسوأ ما يمكن أن يصدر عن شخص مسلم يتحلى بالأخلاق.

وبين التحلي والتخلي تخرُّ صروح وتُنكأُ جروح، فأين نحن من الأخلاق مع الذين باتوا يتوعدون ويهذون بما يجوز وما لا يجوز؟

لقد غاب عن الريس مفهوم القائد، وما يمثله من مجموعة الروابط التي تربط أمة المريخ على أعلى المستويات، فكيف لا وشرّما يقضي على ما يتوحد عليه المريخاب هو ما يأتي به المفلسون، والمفلس ليس فاقد المال كما معلوم، ولكن هناك أنواع من الفلس منها الفلس الأخلاقي والفلس الفكري وغيره من أنواع الفلس.

إن المفلس هو الذي يرى الطريق ظلمات تمتد من العين إلى القلب، أركض أيها المفلس إذا شئت فإن الهروب قد ينفعك، فعندما ينهار جدار الأخلاق توقع ما لا يخطر على بال، لقد ابتليت أمة المريخ بالحمى التي أنهكتها، حمى الرغبة في السيطرة وبسط النفوذ، حتى وإن كان ذلك على حساب وشطب وإعارة أو الاستغناء عن كل من لا يرغب فيهم ريس القوم.

لقد أصبحت بيئة المريخ تعمها الفوضى، ومستدرجة إلى مستنقع السقوط، فكيف يمكن للجميع التكيف مع هذه الظروف التي تنقصها التربة الصحية، لزرع ما تبقى من بذور القيم والأخلاق.

وأهلك العرب قالوا:
في نهاية المطاف لم يقل الريس أو يفعل أي شئ مفاجيء أو متناقض، بل على العكس كان متسقًا تمامًا مع أمراضه الغير قابلة للشفاء في نسبه الفلسفي، الذي اتخذ بشكل خاطيء نهجًا مريخيًا.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..