الرأي

مدني الجمال والحب !!

صوفي أبو سمرة تكتب لـ”الصّفوة”

في إستفتاء حقيقي عفوي، عبر كل أهل السودان الذين يتمتعون بإرادة حرة، وينعمون بالسكنى في مدن آمنة، عن فرحتهم الكبيرة جدًا بعودة مدينة ود مدني إلى أحضان الوطن العزيز.

وكانت مدني عروس النيل الأزرق الدفاق درة مدائن السودان يوم أمس الأول، صندوق اقتراع امتلأ بالورود والقلوب التي انفجرت، في سعادة عظيمة تليق بجمال مدني ومكانة مدني في قلوب أهل السودان قاطبة.

عودة مدني تعني عودة الروح إلى جسد السودان، فالجزيرة هي قلب السودان النابض بالحب والحياة، وعودة الجزيرة استراتيجيًا تعني تأمين ولايات القضارف وسنار والنيل الأزرق وحصار الخرطوم.

عودة الجزيرة تعني عودة ملايين النازحين إلى مدنهم وقراهم، كما تعني عودة عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي للدوران، وتعني عودة حركة النقل، وتعني أيضًا عودة حياة وسط البلد، مع عودة التواصل الإجتماعي والثقافي والتعليمي، كما أن عودة الجزيرة تعني ربط 5 ولايات ببعضها بطرق آمنة وسريعة ومختصرة، وعودة الجزيرة تعني توفير الجهد والوقت ورهق الأسفار على المواطن، بين ولايات القضارف ونهر النيل والنيل الأبيض ومدينة أم درمان، بدلًا عن سفر مرهق وشاق والتفاف وبحث مضني عن الطرق الآمنة لأيام وليالي قد تصل لأسابيع.

تأمين الجزيرة يعني تغطية ظهر متحركاتنا المقاتلة، والتفرغ لنظافة الخرطوم، والزحف نحو كردفان ومساندة القوات المشتركة والنظامية في دارفور.

شكرًا قواتنا المسلحة، وكل من تسلح من بواسل الوطن ورجاله الأوفياء وعدتم فأوفيتم، وقدمتم الروح فداءً لهذا الوطن وما أعظمه من فداء، وتضحية تنهي كل الجدل وتحيل الشك إلى يقين وثقة في عقيدتكم القتالية، فلا شئ يعدل الفداء بالنفس ولا شئ أعظم ثمنًا من الذود عن القضية بالروح والدماء.

شكرًا وتعظيم سلام ومحبة، لكل من حمل السلاح وخاض الوغى لأجل أن تعود للوطن سيادته وهيبته
حبًا وعرفانًا، جنودنا البواسل حماة العرض والوطن، ناصري الشعب ومستردي حقوقه، وما كانت تظاهرات الفرح العفوية إلا امتنانًا لكم ولصنيعكم، وفخرًا بجهادكم وبركم بهذا الوطن، وثقة واطمئنانًا بأن لا خوف على أرض أنتم حماتها وظهرها وسندها.

قد تشتد المحن ويصيب النفوس شئٌ من الإحباط، ولكن لم يتزحزح يومًا إيماننا بنصركم، ولم تتضعضع ثقتنا في أنكم ذات يوم ستهدون هذا الشعب الصابر المحتسب فرحًا كبيرًا، بمشيئة الله وقوة عزيمتكم التي لا تلين ولا تقهرها الصعاب، وبإرادة الرجال التي لا تعرف المحال.

اللهم إن هذا الجيش هم جنودك، خرجوا في سبيلك ليقاتلوا المتمردين البغاة المعتدين، حتى لا يكونوا فتنة ويكون الدين كله لك والأمن لعبادك المستضعفين، ولإعلاء كلمة الحق على الباطل وإظهاره، هم إرادتك في أرضك لرفع الظلم والضيم عن أهل السودان.

فكن لهم يا الله خير معين وأنت المعين ولا معين غيرك، سدد رميهم يا الله باسمك العظيم الأعظم، وثبت أقدامهم يا قوي يا عزيز يا مالك الملك يا ذو الجلال والإكرام.

وأنزل السكينة والطمأنينة واليقين على نفوسهم وقلوبهم، واكتب لهم نصرًا عزيزًا مبينًا يا نصير يا قدير، وأنت القائل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)} صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..