وسط الرياح

البعد المفقود

أبو بكر الطيب

البعد المفقود وهو ذلك البعد المعني بالوعي، الذي يتحقق من خلاله التجرد من قيود المشاعر السلبية من إحباط وكره وأنانية، ويعتمد اعتمادًا كاملًا على الإدراك العقلي والشعور بالذات، من خلال التخيل الزمني الواقعي بالانتقال من الماضي إلى المستقبل.

وبنظرة سريعة، يمكننا أن نوجد معادلات تحدد الفرق بين الزمن الواقعي والزمن التخيلي، فالزمن التخيلي له سلوكيات تتحرك في اتجاهين سالب وموجب، بمعنى الرجوع إلى الماضي أو التحرك نحو المستقبل، ولكن هل تستطيع صفوة المريخ تطبيق تلك النظرية؟ وهل هي قابلة للتحقق؟ يمكن تناول الفكرة من منظور عملي، لو افترضنا أن بإمكاننا توحيد الرؤى والأهداف المريخية، وتذويب جميع الخلافات، وحشد الهمم والقدرات، ووضعها في دائرة الضوء للسفر والانتقال إلى المستقبل، حيث يقوم الجميع بما عليه من واجبات، بشكل جماعي متوحد بعيدًا عن الانفصال، نتخيل ماذا يمكن أن يحدث بعدها.

بالتأكيد سنجد أنفسنا انتقلنا إلى البعد المفقود، الذي يمكن تسميته الوعي المطلوب، وسنرى العالم من حولنا بشكل مختلف وأكثر وضوحًا، وسنرى مريخًا جديدًا من حيث الشكل والمضمون، وستكون تلك الخلافات كأنها طنين خافت يأتي من بعد آخر، وستتحقق أحلام وتطلعات كانت في الماضي القريب شبه مستحيلة.

كل ذلك يحتاج إلى نهج جديد، يكون فيه لفن الخطابة تأثير كبير، للوصول إلى وجدان الآخرين في سهولة ويسر، باتخاذ خطاب ممتع وجاذب للجميع ويحتوي في عمقه على ذلك التأثير المطلوب.

لقد سبق وأن طرحت مجموعات مريخية كثيرة مبادرات مختلفة، إلاّ أنها لم تجد طريقها إلى النجاح لأنها لم تحفل بالمتلقي وإنما بأطراف النزاع، دون أن يمتد أثرها ليشمل الجميع ويحثهم على إعمال العقل، وجعلها رسالة ذات محتوى وتأثير جماعي حتى على المتلقّين.

وأهلك العرب قالوا:
لتخطي عقبة المريخ نحتاج إلى القبول بالآخر وتجاوز الماضي، واتباع سيستم ونظام يطبق القوانين، وأخيرًا نحتاج إلى محاربة الفساد والأرزقيَّة.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..