اختيار المدرب
أبو بكر الطيب
من أهم القرارات وأخطرها على الإطلاق، قرار اختيار المدرب بالنسبة لنادي المريخ تحديدًا، وذلك لما قد يصاحبه من أحداث وتداعيات، ويعد هذا القرار أيضًا من أهم القرارات، لأنه يأتي بعد عرض درامي من مسلسل إيطالي استمر لمدة 6 أشهر، وانتهى بكارثة مادية كلفت النادي الكثير، ولأننا تعودنا أن نلدغ من هذا الجحر بدل مرتين عشرات المرات، ولم يتمكن الإيمان من قلوبنا.
يأتي هذا الاختيار في فترة الانتقالات، ونتمنى أن يكون فارقًا حاسمًا في التعلم من أخطاء الماضي القريب، وأيضًا من ناحية وقف العرض المتكرر للأخطاء في صياغة العقود، عن طريق غير أهل الاختصاص “الملقوفين”.
وبما أننا نطمح في بداية عهد جديد لنادٍ عريق، حيث يجتمع الأمل والطموح في مسيرة جديدة قد تغير وجه النادي للأبد، ومن أبرز مظاهر هذا التغيير الذي يجب أن يصاحب تغيير المدرب، هو التغيير في الجانب الإداري مع تغيير مدير فني جديد، يأتي برؤىً وأهداف جديدة تتوافق مع تطلعات الجمهور وطموحاته، كما نطمع في أن يشمل التغيير دعم الفريق بلاعبين جدد قادرين على إضافة قيمة حقيقية، بعقد صفقات جديدة مع لاعبين موهوبين، ولكن التحدي الحقيقي يأتي في المستويات الفنية لمن يقع الخيار عليهم، وهو أمر بالغ الأهمية لأننا تجرعنا مرارة الخسارة في التسجيلات مرارًا وتكرارًا، ولكن لم نتعلم ولم نعلن التوبة منها.
من المؤكد أن فترة التسجيلات هذه تعتبر بالنسبة لجماهير المريخ، بمثابة الشرايين التي بدأت تضخ الدماء من جديد بعد أن توقفت الحياة فيها، ولذلك فإن فترة التسجيلات الحالية، تعتبر فرصة كبيرة لإنشاء رابط جديد قوي بين النادي وجماهيره، التي أعياها الصبر على الفشل المتكرر.
هذه دعوة تفاؤل نقدمها للجماهير المحتسبة، كذلك من أهم ما يحتاجه المريخ في المرحلة القادمة، هو إعادة بناء الهوية الجماهيرية في ظل هذه التحولات، التي أصابها الضعف وانعدام الثقة بين الطرفين.
المريخ في حاجة إلى مدرب، يتوجب عليه القدرة على التعامل مع ضغوط المريخ المستمرة بأسباب وبدون أسباب، والانتقادات اليومية من وسائل الإعلام والجماهير، لأن قدرة المدرب على التعامل مع مثل هذه الضغوط، تعد عاملًا أساسيًا في استمراريته ونجاحه، ويكون من الضروري أن يمتلك هذا المدرب مؤهل نفسي، لتقديم الدعم والتحفيز في الأوقات الصعبة بدلًا من تأزيمها كما فعل سالفه.
وأهلك العرب قالوا:
من أهم ما يجب توفره في المدرب القادم، هو قدرته على التأقلم مع الثقافة المحلية وطريقة الحياة في السودان، بالإضافة إلى تفاعله مع اللاعبين والإدارة، إن المدرب الذي يستطيع فهم وتقدير القيم المحلية بالتفاعل والانسجام، هو المدرب الذي سيكتب له النجاح.
والله المستعان.