سحروك ولا عين؟
أبو بكر الطيب
بين الخرافة والخيال والعين والسحر تدور عجلات الزمن، وهي من الظواهر التي نجدها متداولة في حياة الناس، ومرتبطة بالكثير من القصص والحكاوي، بعضها معقول ومقبول وبعضها لا يعقل ولا يخطر على بال بشر، وكلٌ يفسر حسب ليلاه ومعتقداته، بالأخص إذا كانت تعتمد على دلائل ملموسة حينها سيكون تأثيرها كبيرًا.
ومن المؤكد أن كل فعل له مفهوم وأسباب، وهذا ما جعلني أفكر أو أعتقد بأن مريخنا العظيم، ربما يكون مسحورًا أو أصابته عين، فكل الأسباب والظواهر تؤكد أن ما يحدث له شئ مختلف وغير طبيعي، وأكبر ما يدفعني لهذا المعتقد هو أن السحر والعين تستخدم للتسبب في الضرر، أو التسبب في أحداث غير مرغوب فيها، والناظر للمريخ وإلى شكل الدمار الذي يحدث فيه، يستطع الربط بين السحر وبين تلك القوة الخارقة التي تعمل على تشويه صورته والتحكم به ووضعه في المسار الخاطئ،
أما من الناحية العلمية فلا يوجد دليل قاطع، على أن هذا السحر يمتلك قدرة خارقة على التأثير في الواقع، ولكن ما لا يمكن إنكاره هو أن ما يحدث في المريخ شئ غير طبيعي.
ورغم وجود الكثير من الأسباب الأخرى التي نعلمها جميعًا، لكن معضلة علاجها وصعوبة تسويتها والوصول فيها إلى حلول ممكنة، يقودنا إلى أن هناك قوة خارقة تفسر بأنها تمنع “الصّفوة” من الوصول إلى نتائج جيدة، في معالجة تلك المشاكل التي تحدث في المريخ، وكذلك ما يؤكد على صحة إصابة المريخ بالعين والسحر، هو التدهور المستمر رغم الجهود المبذولة للحد منه وهذا فعل غير مبرر، ولأن المريخ يواجه صعوبة في القيام بدوره فذلك سبب كافي لهذا الاعتقاد، يضاف إليه الفشل في تحقيق نتائج إيجابية لفترة طويلة من الزمن، والفشل في كل المشاريع المطروحة للتنفيذ.
قد يسخر بعضكم من هذا التفكير، ويعتبره نوع من المبالغة والشطح في التفسير، والإبحار في عالم الأوهام والإسراف في التشاؤم، ولكن نقول لهؤلاء أن العين قد ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهناك الكثير من آيات القرآن التي تحذر من التورط في السحر وكذلك الحديث الشريف، ولكن نتفق جميعًا بأننا نجزم بأن العين والسحر هو أداة لتفسير الأحداث والمواقف الغير مفهومة أو الناتجة عن الحظ السيء، وهناك تباين كبير بين المعتقدات والتفسيرات حول السحر والعين، ولكن يظل التفسير النفسي على الناس حقيقيًا.
وأهلك العرب قالوا:
يجب التعامل مع هذه المواضيع بنوع من الجدية، ووضعها في عين الاعتبار، وأن نفهم أن ما هو مفقود من العقول البشرية قد ينظر إليه على أنه سحر أو عين، بينما هو في الواقع نتيجة للتفسير الشخصي والتجارب الفردية.
والله المستعان.