ميشو

معاوية الجاك

* تعتبر فكرة تعاقد المريخ مع المدرب الصربي ميشو فكرة جيدة جدًا، تستحق منحها الدرجة المثالية.
* ونقول جيدة مقارنةً بالظروف التي يمر بها المريخ حاليًا.
* ميشو مدرب خبير بطبيعة اللاعب السوداني، من خلال عمله في السودان من قبل مع الهلال، وخبير بطبيعة اللاعب الإفريقي من خلال بقائه الطويل داخل القارة، ويمكن القول أنه أكثر مدرب في تاريخ القارة الأوروبية خبِر إفريقيا بصورة دقيقة جدًا، حيث تجول وعمل في كل مناطقها تقريبًا على مستوى الأندية والمنتخبات، وهذه الصفة قادته إلى التعرف جيدًا، على عادات وطباع إنسان هذه القارة الصعبة، وما دام مكث كل هذه السنوات الطوال معه فهذا يعني أنه تعود عليه، وبالتالي تحمل طبعه وامتلاك القدرة على تحمل المزيد.
* وحينما نقول تعود على إنسان القارة، فنحن هنا لا نعني “اللاعب” فقط، وإنما جميع مكونات المجتمع الإفريقي بكل تقلبات والفوضى التي عُرِف بها، سواءً على مستوى إدارات الأندية أو المشجعين أو الإعلاميين، أو غيرهم من مكونات مجتمع القارة المُرهقة.
* حتى مناخ إفريقيا يعتبر مختلفًا عن غيره، أمطارها، مطاراتها، فنادقها، ملاعبها و و و و.
* مدرب تحمّل كل هذا الرهق في إفريقيا فهو بلا شك يمتلك قوة خارقة، وهذه مطلوبة للعمل في إفريقيا.
* ميشو أتى للمريخ في ظروف بالغة التعقيد، فكل الأشياء ليست على ما يرام، بل مبعثرة بطريقة لم يعهدها النادي منذ نشأته في العام 1908، حيث التباعد الإداري التام بين أعضاء مجلسه، فالرئيس يعمل وحيدًا في جزيرة معزولة عن بقية أعضاء مجلسه، وفريق الكرة يعاني خللًا كبيرًا بسبب سياسة الرئيس، الذي يمارس الظلم على اللاعبين بحرمانهم من حقوقهم المادية بموجب اللائحة.
* على المستوى الفني للفريق، فإنه يعاني نقصًا حادًا في العناصر الجيدة، خاصة على مستوى العناصر الأجنبية التي تعتبر مرهقة جدًا لخزينة النادي، حيث صُرِفت مئات الألوف من الدولارات على تسجيلات الأجانب، إلا أن النتيجة كانت مخيبة لآمال المريخاب.
* مما مضى نريد القول إن ميشو الذي ذكرنا أنه الخيار الأنسب، لن يحقق النجاح المطلوب ما لم تتم تهيئة البيئة بالطريقة المطلوبة التي تساعده، وأول ما يقود لتحسين البيئة هو منح اللاعبين حقوقهم المالية، وإنجاح موسم الإنتقالات الحالي خاصة على مستوى الأجانب، وما لم يتم إنجاز النقطتين أعلاه أولًا قبل تسلُّم ميشو لمهمته التدريبية فلن يحقق الصربي النجاح المطلوب.