ما أشبه الليلة بالبارحة!
أبو بكر الطيب
في بعض الأحيان، عندما تتشابه المواقف والأحداث، علينا إعادة تأمل التاريخ فنجد أن ظاهرة تكرار الأحداث والمواقف في تاريخ اتحادنا العام الهمام من الظواهر المثيرة للاهتمام. حيث يبدو أن الزمن يتكرر بطريقة ما، مما يؤدي إلى ظهور أنماط وأحداث متشابهة في سلوك وسياسة الاتحاد العام السوداني وتفاعلاته مع ما يعترضه من مشكلات مع أعضائه. وهذه الظاهرة ليست مجرد مصادفة، بل تعكس الديناميات العقلية والنفسية التي تدير الاتحاد العام لكرة القدم السوداني.
بعض الفلاسفة يعتقدون أن التاريخ لا يتكرر بالمعنى الحرفي، ولكنه يعيد إنتاج نفسه، من خلال أحداث معينة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج مشابهة، مما يسهل على المتابعين التعرف على الأحداث وتوجهاتها.
يجد الناظر لقضية نادي ود نباوي والاتحاد العام الإصرار على تكرار الأحداث واتخاذ قرارات مشابهة في ظروف مماثلة. وكان من المفروض عدم تكرار الخطأ مرتين، ولكن يبدو أن الخوف والطمع والرغبة في السلطة هي التي تؤدي إلى سلوكيات متكررة عبر التاريخ والعصور.
إذا افترضنا أن الأزمة الحالية في البلاد والحرب عادة ما تخلق بيئات مشابهة مما يؤدي إلى تكرار السيناريوهات، وعلى سبيل المثال الأزمة التي شهدها نادي المريخ مع الاتحاد العام ومقارنتها بالأزمة الحالية بين نادي ود نباوي والاتحاد العام، نجد نفس الملامح والشبه والمشية ذاتها “وقدلتو”. هنا يظهر كيف تكون ردود الفعل للاتحاد السوداني في التشفي وتصفية حساباته من شخص يُحسب بانتمائه إلى أحد الأندية، ويكون ذلك على حساب النادي المسكين الذي يتحمل وزر منتسبيه. كما فعل بروف شداد مع نادي المريخ، إذ تحمل المريخ وزر غيره ودفع الثمن غاليًا. وهكذا سيفعل نادي ود نباوي، بتحمل وزر غيره ودفع نفس الثمن الذي دفعه المريخ. يعني يا اتحاد: “عينك في الفيل وتطعن في ظله”.
ويظهر أن أخطاء الاتحاد السوداني تأتي متكررة ومتشابهة وذات نتائج عكسية واحدة.
نأمل في ظل التغيرات التي يمر بها السودان أن تنعكس على وسطنا الرياضي بالانتفاضة ضد الظلم والفساد، مما يؤدي إلى تغييرات جوهرية وجذرية في قرارات الاتحاد السوداني. ويجب أن نتعلم من هذه الدروس حتى لا تتكرر مرة أخرى في المستقبل، باتخاذ قرارات أفضل ورفع الوعي حول أهمية عدم تكرار الأخطاء السابقة، وأن يكون الاتحاد قادرًا على مواجهة التحديات.
وأهلك العرب قالوا:
إن تكرار الأحداث في التاريخ يمثل فرصة للتأمل والتعلم. ويجب علينا أن نكون واعين للتاريخ لصياغة مستقبل أفضل ونحو اتحاد أكثر عدلًا واستقرارًا.
والله المستعان.