ميشو الذي نحب
بابكر سلك
الآن الإدارة الفنية عند ميشو.
وميشو معروف لدينا ولدى كل الأوساط الكروية في السودان.
زول ماهل وبشوش ومحب لعمله.
شخصيًا سمحت لي الظروف أن أتابع ميشو عن قرب أثناء فترته أو فتراته في الهلال.
الرأي عندي أن ميشو ليس مدرب بطولات، ولكنه مدرب بناء.
بناء علمي بجد.
يساعده على ذلك طبعه الهادئ وشخصيته المرحة التي لا تفتقد الانضباط برغم البشاشة.
ميشو يهتم بتفاصيل التفاصيل.
ممكن يضيع شهرين في التمارين حتى يجيد اللاعبون جملة محددة.
هذه تفاصيل.
أما اهتمامه بتفاصيل التفاصيل فيظهر في أن ميشو حينما يكتشف عيبًا لدى لاعب، يعمل جاهدًا على تصحيح ذلك العيب.
فمثلًا، إذا اكتشف ضعفًا في استخدام الرجل الشمال أثناء تمارين الجمل التكتيكية، ميشو في الحالة دي ممكن يؤجل تمارين التكتيك، ويقفل التمارين لتطوير نجاعة استخدام القدم اليسرى.
ودي تفاصيل التفاصيل.
عشان كده، حصاد الزراعة الميشوية دائمًا يجيء متأخرًا.
الأمر الذي لا يجد صبرًا عند الجمهور ولا في فقه مجالس الإدارات، فينهون أمده بسهولة.
لأنه سمح إذا باع، سمح إذا اشترى.
لا يتمسك كثيرًا.
عليه:
ابقوا عشرة على ميشو في الفترة الانتقالية الإسعافية دي.
ولو بقت عندنا مدارس سنية وتعليم منذ وقت مبكر، فميشو هو أنسب من يتولاها.
تفاصيل التفاصيل لا نهتم بها نحن، ولكننا نحلم بالأميرة السمراء، ولا بطولة بدون الاهتمام بتفاصيل التفاصيل.
وخيرًا فعلت الظروف عندما سمحت لميشو بتقلد الأمر في فترة الراحة، عل الرجل يجتهد في علاج بعض العيوب.
وقد ينتقدني بعض الإخوة بقولهم: “ميشو شال بطولة متين؟”
ولكني أقبل النقد وأصر على ما أراه بقولي: “ميشو لقي الفرصة الكافية للبناء متين؟”
لذا:
يا عزيزي النمير، طولوا بالكم على الصربي، وما تعملوا بوسنة وهيرسك.
أدوه فترته وتعالوا شوفوا مهارة الاستلام والتمرير والتصويب بعد حين.
قلت ليكم الزول ده بشتغل في تفاصيل التفاصيل.
آخر أمنياتي أن يتوفق ميشو في مهمته، لأن في توفيقه نجاح لنا.
المهم:
كسبنا أسدًا، يقال إن من رشحه هو كابتن عبدالمجيد جعفر.
وحسكو الكشاف المميز.
ولاعب يرشحه الليزر أو حسكو بالتأكيد لاعب ما ساهل.
وسمعنا عن أن لديه عقدًا مع وادي نيالا، وإن صح ذلك، بالتأكيد العقد في الدرج.
فلولا ذلك لما تمكن من المشاركة مع السليم.
وإذا بقي الأمر كده، محلولة دبلوماسيًا، فالعلائق بين الزعيم ووادي نيالا يسودها الود والمصلحة المشتركة.
وإن لم يسد الود لتدخلات شيطانية، فإن الأمر لا يتعدى عقوبة مالية على اللاعب، لأن المريخ لا يعرف قصة العقد إن وجد، ووادي نيالا لم يرفع العقد في السيستم.
عشان كده، محلولة.
بالتوفيق للأسد مناضلًا في قلعة مانديلا معيدًا لتلك الذكرى.
المهم:
يوم خمسة وعشرين الفات كانت ذكرى سيكافا ون، أو سيكافا الأولى.
سيكافا التي تستعصي على جميع الفرق السودانية إلا الزعيم.
فتذكرت بقية الجويات:
سيكافا تو، سيكافا ثري، الشارقة، دبي، وأبا كبير، مانديلا، كأس الكؤوس الأفريقية.
إنجازات دولية لو احتفلنا بكل منها سنويًا على حدة، لن تكفينا السنة.
الثلاثمائة وستة وستين يومًا شوية.
عشان كده، لما يجينا رئيس جديد للنادي، عشان يدخل، بقعد ينطط بين الكاسات.
ما زي كردنة، كردنة قال: “لما جيت ما لقيت الكاسات مالية الحتة وقعدت أنطط بينها عشان أدخل، لقيت الدار خلا، كاسًا يعتر ليه ما لقاها”.
أها يا نمير، أنت لقيت الدرب مقفول كاسات وإنجازات.
الفشل بالنسبة ليك ما مبرر زي كردنة.
اكرب قاشك، وسع نقاشك، جهز كاشك، شوف لو قناص ناشك.
أيها الناس:
ميشو المهتم بتفاصيل التفاصيل هو ميشو الممكن، يبقى لنا ضربة البداية في عملية البناء، وهو ميشو الذي نحب.
أيها الناس: إن تنصروا الله ينصركم.
أها:
نجي لشمارات والي الخرطوم.
كان شفت يا والينا قدح مونة البناء، لازم تلتقي فيه كل أيدينا، بمختلف ألوانها وأعمارها وأديانها وجهلاتها يا والينا.
سلك كهربا
ننساك كيف والكلب قال: “يد على يد تجدع بعيد”.
ما تجدعوا يد… سودان جديد أيامه عيد.
وإلى لقاء
سلك