في السلك

نحن والحمير في المنعطف الخطير!

بابكر سلك

قبل كل شيء، وبحسب المجهودات الإسعافية الكبيرة التي قام بها النمير، وبالرجوع إلى السيرة الذاتية للمنضمين حديثًا لكشوفات المريخ، وبحسب القرارات المؤخرة التي اتبعت منهاجًا علميًا لإدارة الكرة بالنادي، تلك القرارات النميرية التي نطلق عليها مجازًا اسم “قرارات إدارية”، حيث إن الأندية عندنا تُدار بقانون “الفول فولي”، بحيث لا مجهود يُبذل من غير زارع الفول وصاحبه، وبالتالي لا قرار يُصدر إلا من صاحب الفول.

يكتفي البقية بالإيماءات التي تشير إلى قبول مقترح سيد الفول، وقد يقومون بالإيماءات وهم لا يفقهون ما قاله سيد الرصة والمنصة.

المهم، أن ما تم في هذا الميركاتو يجبرنا على أن نشيد بالأخ النمير تقديرًا للجهود والأموال المقدّرة التي بذلها لأجل إسعاف الكيان وإخراجه من غرفة العناية المكثفة التي سكنها مؤخرًا وفجأة.

ولا نريد الخوض في الأسباب التي أوصلت الكيان إلى غرفة الإنعاش، لأن كل شخص لديه تشخيصه الخاص. قد يقول قائل إنها البيتزا الإيطالية المسمومة، وقد يقول آخر إن السبب هو صاحب المطعم المصري الذي جلب البيتزا المسمومة. وقد يرى ثالث أن من جلب المصري الذي جلب البيتزا الإيطالية المسمومة هو السبب.

ندخل في جدل من سرق الروب، وقد يقودنا الحوار إلى الانقسام إلى فريقين: فريق يرجح نظرية السبب المباشر، وفريق يؤيد فكرة تعدد الأسباب.

لا نريد الدخول في كل ذلك، بقدر ما نريد شكر النمير على ما بذله، ونوصي النمير مرةً ثانية وثالثة بأن البيئة الجيدة مرهون بها نجاح الزرع، يا نمير.

الزرع هذا يحتاج إلى سماد كما يحتاج إلى مبيدات. فالآفات قد أفشلت مشاريع كثيرة على أراضٍ خصبة ذات بذور جيدة. ونظام الري إذا تم إهماله يُعطش الزرع ويقتله. يكون باقي سقية واحدة وتغيب المياه. وغيابها قد يكون إهمالًا وقد يكون بسوء قصد.

ييبس الزرع، يذبل، يكنكش، ينشف، يموت.

الفول فولك، زرعته وحدك، اسقه بنفسك يا أخي. وفي موسم الحصاد، ستلم لك الطير. وإن كنت واثقًا من زرعك، جهز نبّلتك من الآن. لا تعطه للطير.

ولكن إلى الآن، تستحق الشكر يا نمير.

المهم، أسد القادم إلينا من دنقلا، هناك من يقول إن تسجيله صحيح، وهناك من يقول إنه لديه عقد مع وادي نيالا. وهناك من يقول إن عقده مع وادي نيالا معيب لأنه تم توقيعه قبل سنة من نهاية تعاقده مع ناديه. وهناك من يقول إن ناديه نفسه هاوٍ ولا عقد له.

وهناك من يقول إن المسألة ليست عقدًا ولكن فترة هواية، بمعنى أن وادي نيالا وقّع مع اللاعب عقدًا يلتزم بموجبه اللاعب بتقديم خدماته لوادي نيالا عقب انتهاء مدته كهاوٍ بدنقلا.

والخطير هو كلام الناس الذين يقولون إن العقد بين وادي نيالا واللاعب، بمفهوم الانتهاء من فترته، قد تم توقيعه قبل سنة من انتهاء فترة اللاعب كهاوٍ، وهو ما يخالف القانون.

والأدهى أن ذلك العقد قد أُودع في النظام، وما زال اللاعب في فترة هوايته مع فريقه.

القصة هذه إذا صدقت، يجب أن نذكر قصة اليمن. ورد في كتاب “نحن والحمير في المنعطف الخطير” للأديب اليمني محمد مصطفى العمراني، أن أهل قريته كانوا يجلبون الماء بالحمير من بئر بعيدة، وكان هناك منعطف خطير يسقط فيه الحمير وبعض الصبية.

وفي اجتماع لأهل القرية لمناقشة الإشكالية، ورد رأي بضرورة البحث عن طريق آخر آمن يوصل إلى البئر. قال أهل القرية: نحن لم نختر الطريق، الحمير هي التي تسلكه ونحن نمشي خلف الحمير.

أيها الناس، إن صح ما يتردد في شأن اللاعب أسد والنظام والمخالفات، فهل يستحق قادة منشط الكرة أن نمشي خلفهم؟

هل نرضى لأنفسنا أن نكون نحن والحمير في المنعطف الخطير؟ حتى إذا جمّلناها وقلنا “نحن كالحمير في المنعطف الأخير”، فهل يكفي ذلك مبررًا لما يحدث؟

أيها الناس، إن تنصروا الله ينصركم.

أها، نأتي إلى شمارات والي الخرطوم:
إن رأيت يا والينا، بعد الذي حدث لنا، قررنا كلنا يا أخينا أن لا نتبع الحمير نحو المنعطف الخطير الذي سيقودنا إلى الهلاك.

سلك كهربا
ننساك كيف، والكلب قال: “الشعب البرجا البطل، آخر الفيلم ينصرو، عمره ما بينتصر”.

وإلى لقاء.
سلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..