لو لحظة من وسن
د. طارق عوض سعد
كتاب الوطن من أعظم الكتب القريبة إلى النفس بعد كتاب الحق عز وجل، القرآن الكريم.
كتاب يحتوي على جغرافيا الأرض، والمكان، والإنسان، والحيوان.
كثيرة هي الصروف والظروف التي تنادي المواجد: “تعال!”
وأولى هذه الأصوات.. صوت الوطن.
إنه صوتي أنا، زاده العلم سنا.
مشاعر مختلفة يعيشها السودانيون بين حرب خلفت العديد من النوازل والمحن والألم، وبين موجدة أخرى أورقت ورودًا من بتل السعود المفقود.
الرياضة
منتخبنا الوطني
محطة فارقة في ميدان البحث عن ابتسامة بين سيل الدموع الحرى التي غطت مآقينا خلال العامين اللذين خليا.
انتصار إثر انتصار حتى بلغنا أمانينا في الوصول إلى نهائيات الأمم الإفريقية.
كانت كل قطرة عرق سكبها أبناؤنا برداء المنتخب، يوجد في قفطان نظيرها دمعة خد فرحًا لشعبنا الصابر.
لم يكن النصر يُبطرنا، ولا الهزيمة تفجعنا، بل كان ماراثونًا من الصبر المهذب، المجدول بدعوات الصادقين في أتُون ظروف، لو توفرت لغيرنا، لاستغاثوا بالموت عوضًا عن حياة الضيم الغشيم.
وبكل هذه العزائم والصمود العذب، نستقبل قرعة البطولة وسط ثقل الشمال العربي: الجزائر الشقيقة، وغينيا الاستوائية، وبوركينا فاسو.
الأقوياء لا يخشون وهدة النزال.
شراسة المجموعة لن تثني عزيمة الأبطال عن هزيمة وقهر المستحيل.
كأداء وسقر الحرب ومضاء أيامها العبوس، كانت درسًا مجيدًا في التجلد والنضال.
وبذات الكفاح والانفتاح الذي حققته حرب الكرامة، والذي أوصلنا إلى تنسُّم بشريات السلام وفق إرادتنا،
قادرون على التوشح بالأميرة الإفريقية بإذن الله الواحد الأحد.
وأخيرًا جدًا
ثمة نصيحة لقادة الركب بالاتحاد العام:
الجميع أشاد بدوركم المحمود في تجهيز وإعداد وصقل المنتخب الوطني.
الجديد أن التصفيات المؤهلة أقل نجاعة من سجال النهائيات؛ لجهة أن الأندية المتأهلة هي عصير وخيار المنتخبات.
عليه، مضاعفة الجهود والاهتمام أكثر بالدوري الممتاز، المفرخ الوطني الأول، والمجدد لدماء المنتخب، إذ إن ما نشاهده في بعض المباريات غير مبشر.
أنتم ذوو سعة في تقبل النقد، لذلك لا يراودني أدنى شك أنكم إلى المجد ماضون.