نحن في الأيام!

أبو بكر الطيب
نحن في الأيام بقينا قصة لا تعرف نهاية، ابتدأت ريدةً ومحبةً، وأصبحت في ذاتها غاية.
حقيقةً، إن الحياة في جوهرها تشبه الروايات المليئة بالفصول، والأحداث، والمواقف المتداخلة، والشخصيات المتغيرة، والوقائع غير المتوقعة والمتجددة على الدوام.
ولكن في زمننا هذا، باتت الأيام تحمل في طياتها طابعًا مختلفًا، وكأننا نعيش في رواية بلا نهاية، تتغير أحداثها دون أن نصل إلى خاتمةٍ واضحة.
فهل نحن أبطال قصتنا؟ أم مجرد شخصياتٍ ثانويةٍ عابرة في أحداثٍ لا نتحكم فيها، وليس لنا فيها أي دور؟
فصول لا تنتهي
كل يومٍ يمر يفتح أمامنا فصلًا جديدًا، لكنه لا يُغلق تمامًا، بل يظل مفتوحًا على احتمالاتٍ غير متوقعة.
تعودنا في الآونة الأخيرة على تقبل التطورات، والأحداث المتسارعة في حياتنا اليومية، والتعايش مع الأزمات المتلاحقة، والأحلام المؤجلة، التي تجعلنا نشعر وكأن الحياة تكتب نفسها من تلقاء ذاتها، دون أن يكون هناك مؤلفٌ واحدٌ يتحكم بمصيرها.
الحاضر بين الواقع والخيال
في عالمنا اليوم، أصبحت الحدود بين الواقع والخيال غير واضحة، فما كنا نعتبره مستحيلًا بالأمس صار حقيقةً اليوم. فقد لعبت وسائل التواصل دورًا محوريًا في تغيير نمط حياتنا، فأصبحت الأحداث التي تلاحقنا، والمستقبل الذي يبدو ضبابيًا، كلها تجعلنا نعيش في قصةٍ دراميةٍ غير متوقعة، حيث يصعب التنبؤ بالنهاية، أو حتى المسار الذي نسلكه.
وأهلك العرب قالوا:
“بين الواقع والأحلام، هناك إداراتٌ تصنع الفارق، وإن الواقع مرآةٌ لأفعالنا، وإن الخيال انعكاسٌ لأحلامنا، وإن بعض الحقائق أغربُ إلى الخيال، وإن بعض الأحلام أقربُ إلى الواقع.”
والله المستعان.