
بابكر سلك
إعدادُنا يسير على قدمٍ وساق.
أو هكذا يُفترض أن يكون.
إعدادُنا يسير على قدمٍ نسيَ التقدم والسير للأمام منذ زماااان.
إعدادُنا يسير على ساقٍ قاربت أن تلتف بالساق، لولا المجهودات الإسعافية الأخيرة.
ويحتاج إعدادُنا لوعيٍ منا يدعمه الصبر الجميل.
فطالما صبرنا على الفشل دُهورًا، فلن يُعجزنا الصبر على النجاح حينًا من الدهر.
هذا الصبر لا يعني الإجماع السكوتي، ولكنه يعني دعم القائمين على الأمر بالفكر والاحترام، والمال لمن يستطيع.
صبرٌ بنيةٍ صافية.
نيةٌ لا تحمل بين جنباتها “مع” و”ضد”، ولكنها تضم بدواخلها حبًّا للكيان وبس.
وعلى المجلس أن يعمل جاهدًا للمِّ الشمل.
أن يجمع كل الأفكار والمجهودات والدعومات من الجميع لأجل الكيان.
نريد أن نبني، ومن يبني لا يُقصي الأيدي التي يمكن أن تساهم في البناء.
يفترض في المجلس أنه حكومة، والحكومة الشاطرة هي التي تقف على مسافةٍ واحدة من جميع المسميات الشعبية.
هي التي تجمع ولا تُقصي.
هي التي تتحمل السقطات والإسقاطات لأجل توحيد الصفوف.
هي التي تحوِّل أعداءها إلى أحبة بسلوكها وصبرها على سلوكهم.
هي التي تترفع عن العداء.
فهل تعي حكومتُنا كل ذلك؟؟؟
أيها الناس..
“إن تنصروا الله ينصركم”
أها… نجي لشمارات والي الخرطوم
طبعًا ما فايت عليك يا والينا، أنَّ المواطن بقى زي الواقع في بئر، ومن فوقه فيل!
كلنا في بئر، والفيل يضغط علينا!
لا بنقدر نزحزح الفيل عشان نطلع من البئر، ولا بنقدر نعيش في البئر وفوقنا الفيل!
حبة محنة من السلطات يا والينا..
شوية تقدير للبئر النحنا فيهو، والفيل المغطِّينا!
شوية إحساس بينا يا والينا..
الحرب شفشفت كل ما لدينا!
عرضُ دنيا يمشي ويجي يا والينا.. ويبقى الوطن ضي الرتينة!
لكن كمان..
الشيء الما معقول يا والينا..
قصة الرسوم المفروضة علينا!
ناس نزحت جوا البلد، وناس طفشت برَّا يا والينا..
شفنا الويل، وذُقنا سُهُر الليل الطَّوَّل علينا..
ولما فكرنا في العودة لأرضٍ طال علينا شوقها وحنينها،
لملمنا عفش “أسكراب” خردة يا والينا،
وقلنا نبدأ بيهو حياة كريمة، كان ينسينا..
لكن يا والينا، الجمارك كان عندها رأي تاني!
الجمارك الحيَّرت الحيرة فينا، وبقت الصدمة علينا شديدة!
اتشفشفت تلاجتي البريدة!
ولما جبت تلاجة “أي كلام”، وما شديدة.. لقيت الجمارك ما رشيدة!
يا الما حاسَّة بيا، ما داريَّة بحالي!
نداءات العودة ترُحُ الصدور، والجمارك تنفخ في الكُور،
واشتهينا أن ينفخ في الصُّور!
والينا..
تبنَّى مبادرة التخفيف علينا!
ارفع شعار المواطن يا جمارك!
عشان كل لاجئ يبقى مارق، فرحان بالعودة لدياره،
مبسوط من حكومة بتقدر حاله، وما بتصرف على روحها من ماله ورفاة عياله!
سلك كهربا
ننساك كيف؟ والكلب قال: المواطن فعلًا في بئر، وفوقه فيل، وفوق الفيل حجرُ الرسوم والجمارك!
كيف يرجع؟ وكيف يبقى مارق؟
وإلى لقاء..
سلك