الفساد الانتخابي ١ إلى ٢!

أبوبكر الطيب
يبدو أننا مقبلون على أكبر فساد انتخابي سيشهده العالم والوسط الرياضي والاتحادات الرياضية في العالم أجمع.
فمن المفترض أن تكون الرياضة ميدانًا للتنافس الشريف ومبنية على القيم والمبادئ الأخلاقية الرفيعة، والنزاهة، والشفافية، والعدالة، وكل هذه العناصر تعتبر رسالة الرياضة للعالم والمجتمعات.
ولكن عندما يتحكم اتحاد رياضي وطني في مجموعة من الاتحادات المحلية التابعة له، وبعض الإداريين النافذين في تلك الاتحادات، الذين يستغلون بدورهم الحاجة المادية للاتحادات الرياضية التابعة لهم فيبيعون أصواتهم عبر الرشاوى والسفر في البعثات الخارجية مقابل تلك الأصوات في العملية الانتخابية، فإن هذا يشكل انحرافًا خطيرًا عن المبادئ الرياضية داخل الاتحادات الرياضية.
وبالرجوع لأبعاد تلك المشكلة، نجد أن الفساد الانتخابي يقوض شرعية الاتحاد الرياضي، لأنه عندما تُبنى الانتخابات على الرشاوى وليس الكفاءة، فإن ذلك يؤدي إلى وصول أشخاص غير مؤهلين إلى مراكز صنع القرار، وهذا ما نشاهده ونجده ماثلًا أمام أعيننا في هذا الاتحاد الذي يدير الكرة الآن في السودان، فلا تخفى عليكم سلوكياتهم الأخلاقية، فكم من مرة أعلنت الصحف عن فضائح العضو السكران داخل الاتحاد، وكم من مرة أعلنت الصحف عن وجود فساد أخلاقي يرقى لعقوبة الرجم، ولكن لا حياة لمن تنادي!
كل هذه الممارسات تجعل الاتحاد مجرد أداة لخدمة مصالح الأفراد بدلاً من تطوير الرياضة والرياضيين.
هذا الفساد الذي نشهده في الاتحاد العام ونغض الطرف عنه، تساهلًا منا ومجاملةً في كثير من الأحيان، هو من أسباب عدم التطور، وكل تلك العوامل السلبية والتردي الذي نعيشه منذ سنوات عديدة. وهذه المجاملات والسكوت عن معالجة الأخطاء أفرز لنا اتحادات رياضية هشة وضعيفة يتم استغلالها ماليًا، وستبقى ضعيفة لأنها تعتمد على الدعم المشروط بالولاء بدلاً من خطط التنمية المستدامة.
هذه الأموال المهدرة في الرشاوى الانتخابية ومعسكرات الانتخابات أدت إلى إهمال تطوير البنية التحتية والبرامج التدريبية لتلك الاتحادات، لأن الأموال تستخدم كأداة لكسب النفوذ وليس خدمة الرياضة.
والرياضيون هم أنفسهم الضحايا الحقيقيون لهذا الفساد، إذ يُحرمون من فرص حقيقية للنمو والتطور بسبب انعدام التخطيط السليم.
وتلخيصًا لفساد الأحوال داخل هذا الاتحاد، ما تتابعونه هذه الأيام من انتهاك صارخ لمبدأ التنافس النزيه والطريقة التي يتعامل بها الاتحاد العام مع نادي ود نباوي والتسجيلات الشتوية الأخيرة، وما حدث في تسجيل لاعب المريخ وتدخلات نادي الوادي نيالا.
كيف بالله عليكم نُكنّ مشاعر الود والاحترام والتقدير لاتحاد رياضي يفتقد لأبسط مقومات الاحترام، في الوقت الذي تُبنى فيه الرياضة على الاحترام والتنافس الشريف؟
كيف نحترم الاتحاد العام وهو يمارس الفساد ويؤسس لثقافة الولاءات والصفقات المشبوهة؟
وأهلك العرب قالوا:
بدلاً من أن تكون المناصب الإدارية في الرياضة تُمنح بناءً على الكفاءة، أصبحت بفعل الرشاوى مجرد نتيجة لعلاقات مصلحية، مما جعل كل قراراتها منحازة وغير عادلة.
والله المستعان