النّجم الثّاقب

داوي نار والتياعي

د طارق عوض سعد

السيد المريخ، رئيس جمهورية السودان لكرة القدم

المبجَّل

استوحشتني الأشواق،
أشجاني نثرك الأخَّاذ،
نال مني شظي وهجك الوقَّاد..

تبدَّت أمامي الطرقات حُبلى بالأناشيد القديمة،
بعضها لطاغور الهند،
وآخر من إلياذات الأمير أحمد شوقي،
ورحيقٌ من تقاطيع القائمقام، رسم ليوناردو دافنشي..

أشرقتني الذكريات
وما عاد أرياش الوسائد وسيمًا كالعهد السعيد الذي كنَّا،
لم أعد أهنأ بروعة الأحلام،
يقظتها وسباتها..
صرت أيها الفينيق البعيد كالأغاريد،
قيد الوتر، قيد التجمُّل، قيد التحرر، قيد الهامات، المنى، الوله، ونقر الأصابع…

ترى؟
هل أصالح وجع البعاد، وأجزل السماع له رغم افتراءاته المقيتة؟

تراني أصالح…
أم لا أصالح؟

تتباين في شأن الموت حبًّا فيك،
تتباين الرؤى والبصائر..

أسلمتُ قيادي لقلبي أيها المريود،
فهو أوقع التنهدات حسًّا في عوالي محبّاتك،
أقراني السلام،
وأوعاني النصح، وسبل الرشاد:

“أن لا تصالح، ولو منحوك الذهب
أتُرى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تُشترى”

(أمل دنقل)

رجوتك أيها القاني لونًا، والقادر رسمًا، والغالي ثمنًا، والرغيد وسنًا، والعاطف شجنًا..
أن داوِ ناري والتياعي،
وتمهَّل في وداعي..

غبت، ثم قلت شهرًا،
عَدَّى في الشهر كلُّه،
وأعقبت الأقمار دورانها خماسًا وسُداسًا وسُباعًا،
وأنت في نزفك الرحيل سادرًا،
لا تغشاني منك إلا رذاذات الأنداء في أطلال الخريف العابر،
والمطارات المعابر..

حنَّ بالله عليك!

عُد بي إلى النيل،
لا تسأل عن التعب،
طَيُّ ضلوعي ليس باللعب،
لي في الديار ديارٌ،
كلَّما طرفت عيني،
يرفُّ ضياؤها في دُجى هدبي..

(سيف الدين الدسوقي)

عد أيها السابح غدقًا في السماء، إطراقًا وكرمًا
عد،
وامنحني نجمتين،
لقَلبي، ولعيني..

ثم لا تنسى أن تطبع قبلة الأنا على الأنا على جبيني،
إذ إنني حين أودُّ أن أخلع نظَّارتي،
أعلِّقها على رُبَى جبيني،
وبهذا وتلك،
أفوز منك بالتبرُّك، والتشذُّب، والرجاء المهذَّب..

أعانقكم،

كونوا جميعًا بخير، وأنتم أكثر تجذُّرًا في المحبة والوصال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..