وسط الرياح

الفساد الانتخابي ٢…٢!

عدد الزيارات: 21٬001

أبو بكر الطيب

إن الفساد الرياضي يمثل تهديدًا خطيرًا للشرعية والديمقراطية الرياضية، حيث يقوّض مبدأ تكافؤ الفرص وينتهك حرمة القيم الأساسية التي يفترض أن تقوم عليها المنافسات الرياضية. ومن المعلوم أن الشرعية الرياضية تقوم على قواعد عادلة تحكم المنافسات والإدارة الرياضية، ولكن عندما يتفشى الفساد، سواء عبر المحاباة، والرشوة، أو استغلال النفوذ داخل الاتحاد ضد أندية أو اتحادات محلية تابعة له، يصبح من الصعب الوثوق في نزاهة الاتحاد ونزاهة الرياضة بصفة عامة.

وهنا، لا بد من الإشارة – وللمرة الألف بعد المائة – إلى الفضائح الأخلاقية داخل الاتحاد، والتي يمارسها بعض أعضائه، حيث ظلت هذه القضايا محل تساؤل مستمر في الوسط الرياضي لفترة طويلة، دون أن تجد أي إجابة شافية. وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن هذه الشخصيات تُعد نفسها من الآن للعودة مجددًا عبر الانتخابات القادمة، فإن ذلك – لعمري – سيغيّر مسار الانتخابات ويُهدر جهود الرياضيين الشرفاء الطامحين للارتقاء بالرياضة في السودان نحو العالمية.

إذن، لا بد من تفعيل العمل الديمقراطي الرياضي النزيه، لأن الإضرار بالديمقراطية الرياضية يعني حرمان الجميع من حقوقهم المتساوية، سواء كانوا أندية أو اتحادات محلية، في المشاركة داخل الاتحاد العام. ولكن عندما يكون هناك فسادٌ، يصبح النفوذ والمال هما المحددان الأساسيان، مما يؤدي إلى استئثار قلة من الاتحادات المحلية وقلة من الأندية بالامتيازات، في حين يتم تهميش البقية الباقية وسلب حقوقها بشكل فاضح.

دور الجماهير في محاربة الفساد
على الجماهير الرياضية أن تقوم بدورها المنوط بها في خدمة الرياضة والوطن، وأن تعتمد على ثقلها ووزنها الكبير في إعادة الأمور إلى نصابها في حال اختلال الموازين. وعندما يشعرون بأن القرارات الإدارية تُتخذ بناءً على المصالح الشخصية وليس على القانون والنظم الأساسية، فإن عليهم التحرك والمطالبة بالإصلاح، خاصة أن الأمثلة على الفساد كثيرة جدًا.

ليس هناك أبلغ دليلٍ على فساد هذا الاتحاد من انعدام الدعم المادي المباشر للأندية والاتحادات. فالفساد حال دون تقديم أي دعم لتلك الأندية والاتحادات إلا عبر صفقات الحاويات والخيش المشبوهة! وهذا يؤكد أن الفساد يحوّل الموارد المالية بعيدًا عن تطوير الرياضة، ويوجهها نحو جيوب الفاسدين، مما يؤثر بشكل مباشر على البنية التحتية الرياضية.

أثر الفساد على تطوير الرياضة
إن برامج تطوير الناشئين والرعاية الصحية للرياضيين معدومة تمامًا، مما يعرقل تقدم الدولة رياضيًا، خاصة في ظل ضعف الرقابة المالية وعدم وجود المساءلة. نفتقد كثيرًا للنقد البناء والحلول الجذرية التي تحد من تكرار الأخطاء، وما نسمعه عن جهود مكافحة الفساد، مثل إنشاء لجان نزاهة رياضية أو فرض عقوبات، غالبًا ما يكون شعارات فارغة، تفتقر إلى الاستقلالية والحيادية المطلوبة.

لذلك، فإن المطلوب إصلاح شامل يعزز الشفافية، ويفرض رقابة مستقلة، ويشرك الجماهير عبر الإعلام في كشف التجاوزات والمخالفات. فقد قال العرب قديمًا:

“إن الفساد الإداري الرياضي ليس مجرد مسألة سوء إدارة، بل هو معول هدمٍ للرياضة كمنظومة قائمة على التنافس العادل.”

محاربة الفساد الرياضي واجب على الجميع
يجب محاربة الفساد بإصلاحات قانونية واضحة، ورقابة مستمرة، لضمان أن تبقى الرياضة ساحة نزيهة للمواهب والتحدي، لا مجرد بيئة للفساد والمصالح الضيقة.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..