خليك واضح

المريخ الحاضر الغائب!

محمد الطيب كبّور

التخطيط السليم هو أساس نجاح أي عمل، مهما كان هذا العمل بسيطًا، فإذا أحسنت الترتيب له فحتمًا ستنجزه. ويجب أن تضع نصب عينيك دومًا: ماذا تريد؟ انتظار النتائج دون تخطيط ما هو إلا تخبط في بحور الصدفة، قد تصيب وقد تخيب، ولكن إذا كان كل شيء مدروسًا مع الاهتمام بالتفاصيل، فحتمًا ستكون النتائج مبهرة ومتوقعة.

سؤال ألحّ عليّ بالأمس وأنا أتابع مباراة المريخ ونواذيبو الموريتاني: ماذا يريد المريخ من المشاركة في هذه البطولة؟ هل وضع مجلس إدارة نادي المريخ خطة عمل واضحة لمشاركة الفريق في الدوري الممتاز؟ أم أن الأمر، كالعادة، مجرد تجربة ومشاركة والسلام؟ ما هو الهدف الأساسي من هذه المشاركة؟

الحديث عن أن أي فريق يشارك في بطولة ما يهدف إلى التنافس على لقبها لا يتناسب مع مشاركة المريخ في الدوري الموريتاني لعدة أسباب، أولها أنها مشاركة شرفية، أي حتى وإن فاز المريخ بالبطولة فإنه لن يجني شيئًا، لأنها لا تفضي إلى أي نتيجة مؤثرة. مشاركة المريخ ودية، والغرض الأساسي منها هو إبقاء الفريق في أجواء المنافسة من خلال دوري مستمر.

هذه حقيقة يجب أن نتعامل معها بواقعية، ومجلس المريخ مدرك لهذه الحقيقة، لذا فإن صناعة فريق قوي هي الفكرة الأصوب للاستفادة من هذه المشاركة، خصوصًا أن المريخ فقد العديد من عناصره الأساسية، وأضاف عددًا جديدًا من اللاعبين تحت إدارة فنية جديدة. والأمر برمته يحتاج إلى عمل كبير متواصل، ولكن فقط بوضوح الرؤية والإجابة على سؤال: ماذا نريد؟

6 هزائم رقم كبير لم يحدث في تاريخ المريخ. فقدان هذا العدد من المباريات في منافسة واحدة أمر غير مسبوق، ناهيك عن ضعف الدوري الموريتاني. لكن الواضح تمامًا أن عدم التركيز وضياع الهدف والرؤية قادا المريخ إلى هذا المصير البائس. وكان بالإمكان تحقيق أقصى استفادة من هذه المشاركة والعمل على بناء فريق متماسك على نار هادئة، بعيدًا عن الضغوط.

لم تستغل إدارة المريخ الفرصة، وبدلًا من الاستفادة من أجواء المنافسة الباردة، أصبحت تمارس ضغطًا رهيبًا على الفريق، مما أدى إلى ضياع ملامحه تمامًا، حتى أصبح حاضرًا كالغائب. هذا الوضع يجب أن يتم تداركه بعملية تصحيح تبدأ بتحديد ماذا يريد المريخ فيما تبقى من مباريات في الدوري الموريتاني. وبالطبع، فإن هذا التخبط لن يستقيم أبدًا عندما يعود المريخ للاستعداد لمباريات دوري النخبة في السودان.

أكثر وضوحًا
المريخ تائه جدًا بلا ملامح، لأنه بلا خطة ولا هدف، يشارك فقط كجسد بلا روح. وإذا أرادت إدارة المريخ تحقيق الاستفادة، فعليها أن تتحلى بالشجاعة وتختار البناء الحقيقي، من خلال الجلوس مع ميتشو لوضع استراتيجية واضحة. وحينها، لن يستعجل أحد النتائج، لأن الجميع سيكون على دراية بوجود مشروع طويل الأمد.

أما التبشير والتخدير بالمريخ الجديد و”نار المنقذ”، فهذه عبارات منتهية الصلاحية، لم تعد مقنعة لأحد. صناعة كرة القدم تقوم على التخطيط السليم، وأي مشاركة يجب أن يكون لها هدف واضح، حتى لا تكون النتائج مجرد صدفة لا أكثر.

تشتيت الهدف ضياع للجهود، وهذا ما يحدث للمريخ الآن. الواقع لا يمكن إنكاره، والفريق ليس بخير، ويحتاج إلى الكثير ليستعيد عافيته. لن تفيد المكابرة والتطبيل، فالحقيقة واضحة كالشمس، لا يمكن حجبها بأي حال من الأحوال.

خالص التعازي
خالص تعازينا لأسرة العمدة الفاتح المقبول في فقدهم الكبير الصادق الفاتح المقبول، شقيق محمد الفاتح المقبول، عضو مجلس إدارة المريخ. ونسأل الله الرحمة والمغفرة والقبول الحسن له، ولا نقول إلا ما يرضي الله:

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

مجرد سؤال
عايزين شنو؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..