وسط الرياح

أصرّ إصرارًا!

أبو بكر الطيب

ما زال الاتحاد العام يصرّ إصرارًا، ويلحّ إلحاحًا على التمادي في الأخطاء، ويفتقد مبدأ العدالة والشفافية، وهما العمود الفقري لأي اتحاد رياضي ناجح، والضمانة الأساسية لتطوير المنافسة وتعزيز ثقة الأندية في قراراته.

يطالعنا هذا الاتحاد بالقوائم النهائية للاتحادات والأندية المتاح لها المشاركة في الجمعية المنعقدة هذا الشهر، وفي اليوم نفسه، يعود مرةً أخرى بقوائم أخرى لنفس الغرض بعد استبعاد أندية واتحادات من القائمة الأولى! وهذا إن دلّ على شيء، فإنَّما يدل على اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة. وللأسف، أصبح من الواضح أن القرارات التي يتخذها الاتحاد لا تستند إلى معايير واضحة أو عدالة، بل تعكس ازدواجية في التعامل، حيث تستفيد بعض الأندية من تسهيلات غير مبررة، بينما تعاني أخرى من قرارات صارمة وغير منصفة.

كل هذه التصرفات الرعناء تصدر عن هذا الاتحاد، وهو غير مبالٍ، ضاربًا هيبته عرض الحائط. إن هذه السياسات العشوائية لا تضرّ فقط بالأندية المتضررة، بل تضعف من سمعة الدوري، وتقلل من مستوى المنافسة.

لا نريد المطالبة بالإصلاح، بل بالتغيير، لأن مجرد النقد وتقديم الحلول لم يغيّر من سياسة هذا الاتحاد، بل تمادى في إهمال معايير الشفافية، وإغفال إعادة النظر في آلية اتخاذ القرار لضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

من هذا المنطلق، ندقّ ناقوس الخطر، لأن مستقبل كرتنا المحلية في خطر باستمرار هذه التجاوزات، وآن الأوان لأن يتحمل الاتحاد مسؤولياته بشفافية ونزاهة، بعد أن فقد ثقة الجماهير والأندية. فمن غير المقبول أن يعتمد اتحاد وطني نزيه على استمالة الاتحادات والأندية الضعيفة عبر الإغراءات المالية والتسهيلات، فهذا مؤشر واضح على الفساد الممنهج الذي يهدد نزاهة المنافسة الرياضية.

لقد تأكد للجميع أن هذا الاتحاد لا يعمل من أجل مصلحة الكرة السودانية، بل لمصلحة فئة معينة من المنتفعين الذين يستغلون سلطتهم في تقديم التسهيلات لبعض الأندية على حساب أخرى، مما يضرّ بمبدأ تكافؤ الفرص في مقتل.

إنَّ مبدأ شراء الولاءات من الأندية والاتحادات الضعيفة عبر الإغراءات بالتمثيل في البعثات الخارجية لضمان سكوتها هو أكبر دليل على مشهد يعكس قمة الفساد الإداري، مما يؤدي في النهاية إلى تراجع مستوى كرة القدم محليًا، وتمثيل ضعيف خارجيًا.

هذه دعوة لجميع الأندية والاتحادات المالكة لزمام أمرها، المتمسكة بمبادئها وأخلاقياتها الرياضية، والمحافظة على تاريخها، أن تقف وتتصدى لهذه الممارسات المشبوهة، وتكشف الحقائق أمام الرأي العام.

كما ندعو هذه الأندية والاتحادات النزيهة إلى التكاتف مع نادي ود نباوي ضد الفساد، ورفض أي محاولات لتقويض العدالة.

وأهلك العرب قالوا:
“إنَّ بقاء هذا الفساد دون محاسبة يعني قتل الرياضة محليًا، وآن الأوان لأن ينهض الجميع، من أندية وإعلام وجماهير، للمطالبة بتغيير هذا الاتحاد.”

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..