وسط الرياح

فقد الهوية!

أبو بكر الطيب

الكل في نادي المريخ في حالة ترقّب وانتظار؛ منهم من يتفاءل وينظر بعين الرضا ولا يستعجل النتائج، ومنهم من يتخوّف وينظر بعين الحذر والخوف من عاقبة الفشل، الذي أصبح علامة مسجّلة في كل فترة تسجيلات.

وإذا أردنا أن نحدّد مصدر القلق والخوف، يمكن أن نجده في الهوية المفقودة والاستقرار، وليس فقط في الأفراد الذين تم تغييرهم. فعندما يقوم نادٍ بتغيير جلده بالكامل من تسجيل لاعبين وطاقم إداري وجهاز فني، فهو يواجه تحديات كبيرة في الانسجام، وفلسفة اللعب، والقيادة الفنية.

فبناء الهوية والشخصية يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ومن المعروف أن الفريق قد فقد هويته بفعل التغييرات الكبيرة التي حدثت، وأحدثت خللًا بائنًا في شكل الفريق. كما يحتاج الفريق إلى تنسيق كبير بين الإدارة والمدرب، وتحديد رؤية موحّدة. إضافة عددٍ مقدّر من اللاعبين وذهاب آخرين يعني أنهم بحاجة إلى وقت للانسجام، وإيجاد التفاعل الكيميائي بين اللاعبين من أجل الاستقرار، الذي يساعد على خلق روابط قوية بين اللاعبين، وإقامة تفاهمات داخل الملعب.

وبما أن الطاقم الفني جديد، فهو يحتاج إلى وقت وصبر عليه، وعدم الضغط عليه بمطالبته بنتائج سريعة، بل منحه الوقت الكافي لبناء فريق قوي. وفي كل الأحوال، لابد من تعيين أخصائي نفسي للعمل على تعزيز ثقة اللاعبين.

وفي هذه الحالة، نحتاج إلى تحليل البيانات والتطوير، لأن عدم تحقيق النتائج يعني وجود مشاكل نحتاج إلى استخدام التحليل الفني لدراسة الأخطاء وتصحيحها. كما يتيح لنا التحليل تقييم الأداء البدني ومعرفة الخلل، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة، وإيجاد التوليفة الأنسب للفريق.

وأهلك العرب قالوا:
“ليست المشكلة في الأفراد، بل في الاستراتيجية، والهوية، والانسجام، والاستقرار”.

لابد من بناء هوية واضحة، والاهتمام بالجانب الذهني، كما لابد من معرفة أن التغيير يحتاج إلى وقت وصبر حتى يبدأ الفريق في التطوّر بشكل مستدام.

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..