أهلي نيالا ضحية الاتحاد العام!
أبو بكر الطيب
إن ما حذرنا منه سابقًا بشأن إقامة الدوري في ظل هذه الظروف الأمنية قد وقع بالفعل، واليوم أهلي نيالا يدفع الثمن بعد وقوعهم في قبضة مليشيا الجنجويد الإجرامية.
ما حدث ليس مجرد حادثة معزولة أو بعيدة عن تخبطات الاتحاد العام وسقطاته، بل هو نتيجة مباشرة لقرارات غير مدروسة تعكس سوء تقدير فادحًا للواقع الأمني واستهتارًا بحياة اللاعبين والإداريين.
إلى متى يظل الاتحاد العام بعيدًا عن هموم أنديته واتحاداته؟ أنتم المسؤول الأول عن تعرض الأندية واللاعبين للخطر لأنكم أصررتم على إقامة الدوري رغم كل التحذيرات.
إن كرة القدم ليست مجرد مباريات ونتائج وأموال تأتي من الفيفا وسفريات وبعثات ونثريات، بل هي منظومة متكاملة تحتاج إلى أجواء آمنة وتنظيم مسؤول واحترام لحياة الناس وسلامتهم قبل كل شيء.
لا يخفى على الاتحاد العام الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، والتي لا تسمح بإقامة دوري كرة القدم، لكنكم تجاهلتم كل المؤشرات الخطيرة واتخذتم قرارًا كارثيًا ستكون له تبعات وخيمة، وستتحملون كل عواقبه.
هذه الحادثة لن تمر دون حساب، لأنه من الممكن أن تتكرر مرة أخرى، فعليكم تحمل مسؤولياتكم الكاملة أمام الرأي العام.
إن السماح بإقامة الدوري لم يكن سوى قرار كارثي من أجل أموال الفيفا في غياب حسابات التنسيق والتقدير للمخاطر الأمنية.
من الواضح أن الأندية ترسل لاعبيها إلى مناطق غير آمنة دون أن يكون هناك تنسيق مسبق مع الجهات الأمنية، ودون أن يكون الاتحاد على علم بتحركاتهم، مما يعرض حياة اللاعبين للمليشيا الإجرامية.
في ظل هذه الظروف، يجب إيقاف هذه البطولة، وعلى أقل تقدير أن يكون ذلك تضامنًا حقيقيًا مع هؤلاء الأشخاص الذين تعرضوا للأسر ولا يُعلم عن مصيرهم شيء.
فتلك جريمة مكتملة تعرض لها لاعبو أهلي نيالا، ولا بد من الوقوف إلى جانبهم ومحاسبة كل من سمح بحدوثها.
المطلوب وقف هذا الدوري فورًا إلى حين انتهاء هذه الأزمة، وحتى لا يتعرض غيرهم للخطر، ومراجعة الحماية لكل الأندية واللاعبين وتوفير الحد الأدنى لهم، وألا يتركوهم يواجهون مصيرهم وحدهم.
وأهلك العرب قالوا:
هذه أرواح بشرية وليست مجرد كرة قدم حتى يتم تجاهلها، وعلى الاتحاد إعادة النظر في هذا الدوري ووقفه فورًا حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث.
والله المستعان.
