النّجم الثّاقب

ميتشو

د. طارق عوض سعد

ليست كرة القدم وحدها المفروض فيها أن نتوخى الصبر، ثم الصبر، ثم الحكم على حاصل الإعداد والتجارب..

أي عمل في الدنيا تود إنجازه، عليك بالاجتهاد المقرون بالعزيمة والمثابرة وروح الإتقان، ثم الصبر وانتظار النتائج، ولا بأس من استصحاب دريهمات من الحظ لقتل ما لم تسعفك الظروف لتحقيقه.

ميتشو، الذي يقضي الشهر الأول في المريخ، يتحسس خطاه وفقًا لبديهيات البدايات… سبق أن أشرتُ إلى أن الهزائم التي تلقاها الزعيم، وحتى انتصاره الأخير على كيهيدي، لا تؤسس لمنطق يمكن من خلاله اعتماد هذا الترمومتر قياسًا للحكم على الجهاز الفني.

حداثة ميتشو في حد ذاتها تبرزها حداثة معظم لاعبي الفريق على المستويين المحلي والأجنبي. إن نصب المشانق على اللاعبين في مثل هكذا إعداد، وكيل الأصفاد والأغلال على ميتشو ورفاقه، من شأنه إزهاق أي آمال وأشواق قد تبدو ممكنة.

صحيح أن هناك العديد من المآخذ على المنظومة الإدارية بالنادي، إلا أن هذا الخلط، سهوًا أو عمدًا، بإقحامها في الشأن الفني، سيضر بشكل أو بآخر بمجمل المردود المنشود لكلية الفريق.

لسنا عرّافين لنقرأ كتاب المدرب وهو بعدُ لم يُكمل الشهر، ولسنا في محل إعراب جلّ الإمكانيات الفنية للوافدين الجدد، في ظل انشغالنا لعامين خليا لظروف الحرب، حتى نتمكن من مماثلة أدائهم قبل وبعد. ولسنا من عشاق الكرة الموريتانية حتى نتبيّن إلى أي حدٍّ ما يقدّمه المريخ الآن حقيقٌ بالحكم عليه سلبًا أو إيجابًا..

دعونا نتفق على ثلاثية النجاح: الاجتهاد، والمثابرة، والصبر.
ينعقد على ميتشو ورفاقه بذل الجهد والمثابرة، بينما يظل الصبر حبلًا ووثاقًا لتمتين وشيجة الثقة في أن القادم أحلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..