القروبات بديل عن المدرجات!

محمد الطيب كبور
في كلاكيت ثاني مرة، تُلعب قمة الكرة السودانية في نواكشوط، حيث ضعف الإقبال الجماهيري في الملاعب الموريتانية، على غير المعتاد في مباريات القمة التي لا يوجد فيها مكان شاغر في أي ملعب داخل السودان أو حتى في كثير من الدول التي تحظى بتواجد جالية سودانية كبيرة. على عكس ذلك، لا يتواجد في موريتانيا عدد كبير من السودانيين، بالإضافة إلى إحجام الجماهير الموريتانية عن متابعة المباريات من داخل الاستادات، لذا فإن غالبية المباريات التي ينقلها التلفزيون الموريتاني تبدو فيها المدرجات خالية تمامًا من الجماهير، في ظاهرة غريبة.
جماهير الكرة السودانية تمتلك شغفًا عاليًا، وهي صاحبة حضور في كل الملاعب في كل أنحاء العالم، نظرًا للعشق الكبير لكرة القدم. ولهذا، فإن علم السودان يظل حاضرًا في مختلف الاستادات، كما أن شعارات العملاقين تكون موجودة حتى وإن لم يكن فريق سوداني طرفًا في المواجهة. والآن، بسبب حرمان الجماهير في السودان من التواجد في مدرجات ملعب شيخا بيديا حيث نزال المريخ والهلال، لجأت الجماهير إلى القروبات لممارسة عشقها وشغفها عبر التحليل وتبادل الأمنيات. النقاش لا يتوقف في القروبات حول ديربي الغد.
وتوفر القروبات مؤشر بحث يساعد في التعرف على حجم ونوع تفاعل الجماهير مع المباراة، حيث تتغير الآراء فيها حسب تقلبات المردود الفني. كما تؤثر النتيجة بشكل كبير جدًا في تغيير وجهات النظر، في تحول قد يكون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، مما يجعلك تشفق على الجماهير التي تتعامل بعاطفة المحب الذي لا يقبل في معشوقه أي نقص، ويريده دائمًا بدر التمام.
أكثر وضوحًا
وجهنا الكثير من النقد للصفحة الرسمية لنادي المريخ بسبب تأخرها في نشر الأخبار، ووصفتها في هذه الزاوية بـ”البوليس الهندي”، الذي يأتي في الأفلام الهندية دائمًا بعد انتهاء الحدث.
صفحة المريخ، بعد انتشار الأخبار في صفحات أخرى، تقوم بالنشر، لكن الأمر الأكثر سوءًا هو نقص المعلومة في أخبار الصفحة الرسمية للنادي. قبل يومين، نشرت صفحة المريخ خبرًا عن خوض الفريق لمباراة إعدادية أمام فريق الصداقة، دون حتى أن توضح الدرجة التي يلعب فيها هذا النادي غير المعروف لدينا. والأغرب أنه عقب نهاية المباراة، أدخلتنا صفحة المريخ في مغالطة كبيرة عبر نشر خبر عن تعادل المريخ مع الرياض! في حين أنه قبل المباراة تم ذكر اسم الصداقة، فمن أين جاء اسم الرياض؟
لابد للأخوة في صفحة المريخ أن يأخذوا هذا النقد على محمل الجد، حتى يصححوا الأخطاء الكثيرة التي ظلوا يقعون فيها، فالأمر جدّي ولا يليق بنادٍ في حجم ومكانة المريخ. وحتى الصور تحتاج إلى تحسين، ففي كثير من الأحيان تصلنا غير واضحة تمامًا.
التواصل الإعلامي مع المعلقين والمصادر الموثوقة
الأمر الأخير، لماذا لا يقوم المكتب الإعلامي لنادي المريخ بالتواصل مع الإعلام الموريتاني، لمده بالمعلومات الحقيقية عن الفريق، حتى يستعين بها معلّقو المباريات، بدلًا من تكرار معلومات مغلوطة؟ حتى أسماء اللاعبين يجب أن تُسلَّم لمعلق المباراة قبل كل مواجهة، لضمان تقديم تعليق احترافي دقيق.
مجرد سؤال.. لماذا لا نهتم بالتفاصيل؟