تجاهل مستمر!

تجاهل مستمر!
أبو بكر الطيب
تجاهل مستمر وقرارات معلقة وانتخابات قادمة في ظل أزمة دوري فاشل.
ما زالت الأندية في حالة من الترقب والقلق المستمر بسبب القرارات المعلقة من قبل الاتحاد العام مع القضايا المصيرية العالقة، وفي الوقت الذي انتظرت فيه الأندية معرفة ما لها وما عليها، نجد أن الاتحاد يهمل مسؤولياته في إيجاد الحلول العادلة، منتهجًا سياسة التجاهل، ويصر على المضي قدمًا في التحضير لانتخابات جديدة، تاركًا وراءه أزمات لم تُحسم بعد.
مثل هذا التجاهل، وعدم الحسم في قضايا مصيرية لعملية الهبوط، يكشف عن غياب الرؤية وضعف الإدارة، مما يعمق الأزمة ويثير تساؤلات كثيرة ومشروعة حول نزاهة وشفافية الاتحاد الحالي.
ما زالت الأندية تعاني في صمت، ولم يحرك الاتحاد ساكنًا ولم يلتفت إليها، رغم المطالبات المتكررة بإنصافها، إلا أن لجان الاتحاد المختصة تظل متقاعسة عن القيام بمهامها.
إن هذا التجاهل يفتح المجال واسعًا أمام الأندية في أن تتبع ما تراه مناسبًا في تصعيد قضيتها العادلة، حتى ولو أدى ذلك إلى تجميد نشاط هذا الاتحاد، وهو أمر ينذر بمزيد من التعقيد، ما لم يسرع الاتحاد في تدارك الأمر بالصورة المطلوبة.
هل من مصلحة الاتحاد أن يتعمد التأخير والمماطلة في حل قضايا الأندية المتضررة؟
إن التأخير يضر بمبدأ العدالة الرياضية ويفسح المجال للأندية والاتحادات في أن تسلك طرقًا أخرى لحسم الفوضى وأخذ حقوقها، مما يضع هذا الاتحاد في موقفٍ لا يُحسد عليه، خاصة وأنه يمضي في التحضير للانتخابات المقبلة في خطوة تعكس عدم المسؤولية وتجاهل الأزمات الحقيقية.
وذلك يعني أن الانتخابات المقبلة ستُجرى في بيئة فاسدة، يشرف عليها اتحاد فشل في إدارة الأزمات وترك قضايا مصيرية معلقة دون حلول.
إذا كان الاتحاد يرسخ لسلطته أكثر من اهتمامه بحل أزمات الكرة، فمعنى ذلك أنه لا يمكن ضمان نزاهة العملية الانتخابية ما لم يكن هناك حل عادل للقضايا المعلقة، لأن المضي في الانتخابات دون معالجة للأخطاء يُعدّ إمعانًا في الفشل وإصرارًا على تكرار الممارسات التي دمرت الكرة السودانية.
إن مسؤولية الاتحادات والأندية تكمن في التصدي لهذا الاتحاد بعدم انتخابه مرة أخرى، حسمًا للفوضى وتحقيقًا للعدالة وتحملًا للمسؤولية، وعلى الإعلام الرياضي الضغط والمطالبة بضرورة رفع الوعي الإداري بالنسبة للأندية والاتحادات المحلية، ورفضها لضياع حقوقها المشروعة ووقف التمييز لصالح أندية بعينها.
وأهلك العرب قالوا:
“إن صوت الحق لن يُسكت، ومن أراد قيادة الاتحاد العام فليتحمل المسؤولية بشرف وأمانة.”
والله المستعان.