حازم مصطفى.. أيادي الخير!

حازم مصطفى.. أيادي الخير!
محمد الطيب كبّور
ما يقدمه حازم مصطفى من عطاءٍ إنساني في مجالات مختلفة أمرٌ مدهش، فقدرته على العطاء بهذا السخاء، دون كلل أو ملل، وبلا مَنٍّ أو أذى، تفوق التصور. وما هو متاحٌ في الإعلام لا يغطي إلا نسبة قليلة مما هو على الواقع. ونسأل الله أن يخلف عليه بالخير الدائم في ماله وصحته.
أيادي الخير هو العنوان الأنسب لعطاء حازم مصطفى، الذي شمل الأسر والمؤسسات والأفراد، وامتد ليغطي الكثير من الحالات المرضية والدراسية، وكأنه أكثر من يدٍ ممدودة للوقوف مع الناس في أشد المحن. أينما تذهب، تجد مبادرة برعاية حازم مصطفى، يعلن عنها أهل المبادرة دون علمٍ منه.
موقفٌ نبيل يُحكى عنه
من المواقف النبيلة التي جعلتني لا أتردد في الكتابة عن نبل وكرم حازم مصطفى، الموقف الذي قصّه عليّ الأخ نجم الدين خوجلي أبو الجاز، الذي قال: “عندما اتصلنا به للمساهمة في توفير بصَّات “حافلات” لنقل التلاميذ وأسرهم من أم درمان إلى الولاية الشمالية للجلوس لامتحان المرحلة المتوسطة، استجاب فورًا، وطلب معرفة التكلفة، ولم يتأخر في سداد القيمة كاملة، رغم أنه كان في ظرفٍ صحي جعله يغادر إلى ألمانيا لمراجعة الطبيب.”
وأكمل نجم الدين سرد القصة قائلًا: “لم يتحجج أو يعتذر رغم معاناته من الآلام آنذاك، بل ظل يتابع معنا كل صغيرة وكبيرة وهو داخل الطائرة متجهًا إلى ألمانيا. وحتى بعد وصوله إلى المستشفى، لم ينقطع عن السؤال، وظل يتابع معنا الرحلة حتى وصول التلاميذ وأسرهم إلى الولاية الشمالية، وكأن بينهم ابنه.” هذا موقفٌ واحدٌ من مواقف كثيرة لا مجال لحصرها، تؤكد على تواضع وإنسانية حازم مصطفى.
عطاء بلا حدود
حازم مصطفى سوداني أصيل، وابن بلدٍ هميم، ووطنيٌّ غيور، لم يعش لنفسه فقط، رغم امتلاكه إمبراطورية مالية ضخمة، بل ظل قريبًا جدًا من هموم الناس، يدفع عنهم تكاليف العلاج مهما كانت باهظة، ويتكفل بدراسة الكثيرين، ويفك كرب المكروبين، ويحفظ ماء وجه المحتاجين. وفي حرب الكرامة، زاد من العطاء، وعملت أيادي الخير في كل اتجاه، فكان المأوى والملاذ لكثيرٍ من الأسر، كما ظل داعمًا للجيش، وإسهامه كبيرٌ في مختلف المبادرات.
ظل متاحًا، لا يسد بابَ محتاج، بل يتفقد بنفسه المتعففين، ويمنح بلا توقف، لأنه اعتاد على العطاء بنفسٍ سمحةٍ راضية. وهو أكثر راحة عندما يقضي حاجة غيره. ونسأل الله أن يكثر من أمثاله، وأن يديم عليه النعم، ويعافيه في بدنه، ويسعده بذريته.
أكثر وضوحًا
رمضان شهر الخير والبركات، وفي كل رمضان يزداد حازم مصطفى عطاءً، وتمتد أيادي الخير عبر الحقيبة الرمضانية، لتصل إلى الآلاف من الناس في مختلف البلدان والأحياء، دون مَنٍّ أو أذى.
إن الحديث عن أهل العطاء هو تحفيزٌ للآخرين ليسيروا في ذات الدرب، لأن رحلة الحياة مهما طالت، فإنها حتمًا ستنتهي، ويبقى خير الزاد التقوى، وما قدمه الإنسان في حياته من عطاء.
ويكفي أن هذا العطاء يسد حاجة إنسانٍ في أشد لحظات ضعفه، سواء كانت قيمة علاج، أو رسوم دراسية، أو طعام، أو أي نوعٍ من الاحتياجات. “لقمة في بطن جائعٍ كجبل أُحد”، والشعور بالآخرين لا يملكه إلا أصحاب القلوب الكبيرة والنفوس السمحة.
لماذا لا نحسن الظن؟
أستغرب جدًا من الذين، متى ما وجدوا مبادرةً مُعلنًا عنها، تحدثوا عنها بسوء، ووصفوا صاحبها بأنه يعمل من أجل “الشو الإعلامي”! وطبعًا مثل هذه التعليقات ما هي إلا زيادة حسنات لصاحب المبادرة. وبدلًا من التهكم على مثل هذه المبادرات، الأفضل دعمها، لأن الأعمال بالنيات، ولكل امرئٍ ما نوى. يكفي أن المبادرة تفِي بحاجة محتاج.
وإن كان صاحب المبادرة يميل للشو، فهذه بينه وبين ربه، لأن المهم هنا هو تحقيق الفائدة للمحتاج، والأجر والثواب عند الله، وهو وحده الكفيل به. فلا تكن أنت سيئ الظن، فتتحمل الوزر.
مجرد سؤال
لماذا لا نحسن الظن؟