الجيش أطلق المرحلة الثالثة.. مقرن النيلين الفرح القادم

الجيش أطلق المرحلة الثالثة.. مقرن النيلين الفرح القادم
الصّفوة – السودان
ما النصر إلا صبر ساعة، وشعب السودان صابر ومحتسب، إيمانًا بعدالة السماء، ثم ثقةً في جيشه الباسل، الذي يعمل ليل نهار دون توقف من أجل تحرير الوطن ودحر الطغاة، مليشيا آل دقلو المجرمة، التي توهّمت بأنها ستبتلع هذه الأرض الطيبة الطاهرة، أرض السودان، بلد الكرم والجود.
ضاقت الآن الأرض بما رحبت على المليشيا، وجيشنا الباسل يطلق المرحلة الثالثة، التي وضحت معالمها “بشغل مختلف”، بجلسة عبر الشاشة البلورية من أمام بوابة المدرعات في الهواء الطلق، حيث أعلن الراكز اللواء أركان حرب نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات، سلاح التكتيك والصمود، بدء المرحلة الثالثة من عمليات الجيش، التي تمضي وفق خطط استراتيجية مدروسة، لتحقيق حلم الشعب السوداني بتحرير كل شبر من أرض الوطن.
ورقعة التحرير تتسع، ومساحة المليشيا تضيق، والحصار يعني انكسار ما تبقى من الأوباش، وكل الأخبار مفرحة وسارة، واقتربت ساعة الإعلان الأكبر عن تحرير كل العاصمة، وتعافي مقرن النيلين، وكل أحياء الخرطوم، ليعود سكانها لإعادة إعمارها، وأي عمران غير وجود الإنسان في كامل الأمن والأمان؟
تضحيات جسام قدّمها رجال الجيش وكل القوات المشاركة معهم في حرب الكرامة، التي استهدفت الوطن أرضًا وشعبًا، وسيأتي وقت رواية القصص عندما تصبح تاريخًا، بعد أن تنتهي جغرافيتها، التي خريطتها الآن في طور المسح، ولكن المعلوم أن جهدًا كبيرًا بُذل، وشهداء كُثر استُشهدوا من أجل بقاء الوطن وطرد الغزاة، الذين مارسوا أسوأ أنواع الوحشية على المواطن الأعزل، وأخذتهم العزة بالإثم، ظنًا منهم أنهم انتصروا، ونسوا أن الله لا يظلم أحدًا، وأنه العدل، يمهل ولا يهمل.
صبرنا وسنصبر أكثر، لأن الوطن لا يُقدَّر بثمن، وكل ما فقدناه لا يعادل شيئًا مقابل طرد الغزاة وتحرير الوطن، وما أقبح البحث عن رقم لجوء، وما أقسى النزوح، وما أجمل الوطن… عزتنا في أرضنا، وقوتنا في وقوفنا خلف جيشنا، كلٌّ من مكانه خلف شعار “شعب واحد، جيش واحد”.
وقد يكون الخير الكامن في شر هذه الحرب هو معرفة قيمة الوطن من خلال هذا الامتحان الصعب.
أم درمان البدر في سماها، وبحري سرى الهوى ما أحلاها، والخرطوم دي كمان براها… وفي التحرير الأخيرة، لتكون مسك الختام، وتُعلن نهاية الجنجويد، وطَيّ صفحة آل دقلو، ونعفّر جباهنا بترابها سجود شكر لله عز وجل.
وأنا هنا شبيت يا وطني… زيّك ما لقيت يا وطني…

