زووم

مستعمرة هاشم أبو الخير!

أبو عاقلة أماسا

* يجتاح الإنسان إحساسٌ بالقهر والظلم، عندما يرى موارد المريخ وممتلكاته مهدورة ومُهملة بينما يعاني النادي من قلة الفئران، وعندما يرى بنود الصرف وهي تستنزف كل ما في جيوب إدارييه، ويصاب الإنسان بالإحباط حد الحسرة وهو يتابع تساهل مجالس الإدارات المتعاقبة، مع من يريدون استباحة ممتلكاته بترويج أفكار تسوق للرأسمالية، مهملين فكرة أن المريخ ثري بموارده وممتلكاته وجماهيره، وأنه يحتاج فقط إلى عقليات تدير هذه الممتلكات وتفجر مقدراتها أكثر من حوجته لمن ينفق عليه، وقد تأرجحت إدارات النادي المتعاقبة بين هذين المفهومين لكنها لم تدرك بلح الشام ولا عنب اليمن، فلا المريخ تحول إلى مؤسسة تدار بإحترافية، ولا الرأسمالية التي حكمته أوجدت منهجًا يصنع له الاستقرار والنماء..!

* هل تصدق يا مؤمن أن إيجار الدكان الواحد المطل على شارع العرضة يتراوح بين 250- 300 ألف جنيه؟ وأن المريخ يملك مساحات شاسعة من الواجهة التجارية، لكن مجالسه المتعاقبة فشلت على مر السنين في الإستفادة منها، وأن تلك الواجهة التي تمثل ثروة حقيقية لا تُدِر عليه سوى 30 ألفًا فقط لا غير؟

* وهل تعلم أيها المؤمن أن السيد هاشم أبو الخير، يستأجر مساحة كبيرة واستراتيجية من النادي تطل على شارع العرضة، بمبلغ إرتفع بعد التعديل إلى 30 ألف في الشهر والتي تمثل جميع إيرادات النادي من منجم الذهب هذا؟ وهل تعلم أنه لا أحد يعرف تفاصيل هذا الإتفاق من مسؤولي النادي من أبرمه؟وما هي تفاصيل العقد؟ ولا حتى يعرف المساحة المستأجرة؟ ولا طريقة دفع الإيجار؟ وهل تعلم أن هناك إشاعات متداولة همسًا وجهرًا داخل النادي تقول بأن هناك مستفيدون من وراء ذلك الإتفاق أسماءهم معروفة، لكن لا أحد يتحرك لإجلاء الموقف وتوضيح الحقائق؟ وهل تعلم أن القيمة الحقيقية لإيجار المساحة الخالية، التي تربض عليها شاحنات شركة أبوالخير لمدة أقل من سنة يمكنها أن تفي بقيمة صيانة وتأهيل الملعب الرديف؟

* هذا نموذج واحد فقط يدل على امتلاك المريخ لثروات لكنها مهدرة، وعلى التساهل الكبير من كل المجالس المتعاقبة، وعلى القصور في ملف رفع إيرادات النادي من باب الإستثمار لتقليص الفجوة بين الوارد والمنصرف، وأظن أنه لا أحد يهتم بذلك من الأساس، ولكن يبقى الأمل فيما يعكف عليه مولانا المستشار أسامة الماحي نائب رئيس النادي هذه الأيام، والذي يستطيع حسم هذه الفوضى ومحاصرة ما يجري من إستغلال لموارد وعقارات النادي، الذي يتحوي على الكثير الذي يجعل هذا الملف ملفًا ساخنًا بل قابلًا للإنفجار، الذي لو تعامل الناس فيه بشفافية وأكملوا خطوات التقاضي، فإن السجون ستفتح أبوابها وترحب ببعض الوسطاء المستفيدين وتأخذهم بالأحضان، أما إذا سمحوا لـ”باركوها ياجماعة” فإننا سنكتفي بإغلاق الملف بما فيه من تجاوزات، كما حدث في قضية حوض السباحة هل تذكرونه؟

* لا بأس سنذكركم بموشح حوض السباحة، الذي أغلقت قضيته أبوابها منذ عام تقريبًا من الآن، وكانت تلك القضية أمام محكمة أم درمان الجزئية، وفاحت منها روائح فساد كريهة جعلت كل الأطراف تنكر علاقتها به، لدرجة أننا لم نعرف أصل العقد والطرفين الموقعين وشروط العقد، ولا مالك الشركة ولا الشخص الموقع نيابة عن النادي الذي قيل أنه نفس الشخص، ومساحة ذلك الحوض كان يمكنها أن تدر على النادي مئات الآلاف من الدولارات لو تم استثمارها بشكل محترم لكن لا أحد يهتم!

*  ما يحدث أن هناك استسهال لكل الجرائم، التي ترتكب في حق ممتلكات المريخ ومكاسبه، وهناك إهمال لموارده الروتينية ولُهاث خلف الذي في جيوب الناس، وهو واقع تطابق تفاصيله المثل الشعبي الدارفوري “حقك في أباطك وحق الناس في رأسك”، فلو رفعت يدك لتمسك حق الناس الذي في رأسك سيسقط حقك الذي هو في أباطك!

 

حواشي

* ننتظر من مجلس أبو جيبين أن يفرد جناحيه، ليحتضن ممتلكات النادي ويعيد تنظيمها، بما يخدم الموارد ويرفع أرقامها!

* نأمل بأن تتم مراجعة كل عقارات النادي، وأن يضع المكتب التنفيذي يده عليها حتى يفعِّلها لمصلحة إنعاش الخزينة!

* هل يُعقل بأن المريخ يمتلك مبنى به ثلاث طوابق مطلة على شارع العرضة لكنه لا يستفيد منه شيئًا؟

* سبق وأن طرحت رابطة أطباء المريخ فكرة للإستفادة من المبنى، بتشغيله كمستوصف أو مستشفى خاص يدر دخله لصالح النادي، وأذكر أن المقترح كان يشمل تبرع الإختصاصيين بيوم واحد أسبوعيًا لكن العقول الرجعية رفضت المقترح، وظل النادي لأكثر من ١٥ سنة ذو مبنىً فخيم يسر الناظرين، لكنه لا يستقبل أي نشاط منتظم أو تواجد للرواد كما كان في السابق!

* شركة هاشم أبو الخير إحتلت الركن الشمالي الغربي، وحولته إلى مستعمرة تربض فيها عشرات الشاحنات مقابل ملاليم!

* لن نقول أن قصة الآية الكريمة: “وبئر معطلة وقصر مشيد”، التي وردت في سورة الحج ضمن الآية 45 قد حاقت بنا، فأهل المريخ المبدعين ما زالوا ينتظرون أن تطلق أياديهم ليقوموا بتصحيح هذا الوضع المعوج، وإثبات أن المريخ فعلًا غني بأرضه وشعبه، إلا أن البعض هم من يُفقرونه بمحدودية نظرتهم وضيق أفقهم..!!

* إنشاء إدارة مستقلة للموارد والإستثمار والتسويق، هي فكرة نرى خلالها الأمل المنقذ للمريخ والرافع لأحلام جماهيره والمحقق لطموحاته..!!

* لكن أيمن أبو جيبين نفسه ولا كأنه هنا، وزيارته للنادي ما زالت حدث تتداوله الوسائط كخبر مهم..!!

* التحديات التي تنتظر المجلس هي تحديات أكبر من همته، فلو افترضنا أن العاملين والمتحركين بالمجلس هم ثلاثة، فأين البقية ولماذا لا يتحركون فيما تبقى من الملفات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..