تحقيقاتخليك واضح

الإعلام ما بين الحقيقة والاتهام!!

عدد الزيارات: 21٬001

محمد الطيب كبور

 

محمد الطيب كبّور

من أكبر المشاكل التي يعاني منها الإعلام هي حالة الاصطفاف خلف آراء ظلت تُشكّل التصنيف حتى دون تعمق في الرسالة. هي آراء انطباعية وأحيانًا سماعية، وما بين هذه وتلك تُظلَم مؤسسات ويُظلَم أفراد فقط لأنهم وقعوا فريسة التصنيف الجائر، لأن من يخالفونهم الرأي أصدروا حكمهم ووزعوه واتبعهم البعض دون مراجعة لما صدر، وقد يكون ذلك كسلًا منهم أو حالة من الاتباع الأعمى.

ويظل الرضا حالة تشهد الانقسام، حيث لا يوجد عمل من صنع البشر يوصف بالكمال مهما بلغت درجة دقته. ولكن في ذات الوقت، يجب أن يكون التقييم بناءً على معايير المعرفة لا الاتباع الأعمى، كما هو واقع الحال الآن في بعض القروبات التي يوجد فيها أعضاء عدائيون يحكمون بمزاجهم على الأخبار المنشورة دون قراءتها، فقط يكتفون بأنها من المنصة الفلانية.

“الجواب يكفيك عنوانه” جملة جبانة للهروب من مواجهة الحقيقة، وتُستخدم كشماعة لأصحاب النظرة السوداء الذين فقط يريدون الانتصار لذواتهم دون مراعاة للحقيقة التي يعمل الإعلام دومًا على كشفها، لممارسة دوره الحقيقي كمراقب للأحداث يحللها للوصول إلى الحقيقة، وأحيانًا يضع الحلول التي يراها مناسبة للتعامل مع الحالات المعنية، وهذا من صميم عمل الإعلام، الذي يجد نفسه متهمًا بالانحياز لجهة بوضعه في خانة المعارضة.

مفهوم المعارضة يتخوف منه البعض ظنًا منهم أن المعارضة تعني الهدم، في حين أن المعارضة تفيد الإصلاح والتصحيح. والحقيقة التي يجب عدم إغفالها، متى ما كان العمل جيدًا، فإن صوت النقد يكون خافضًا. ولهذا، على من يريد أن يكون بعيدًا عن النقد أن يسعى لتقديم الأفضل، حتى وإن كان هناك بعض التقصير، فسيكون مقبولًا لأن التقييم عادةً يكون للعمل ككل.

المدح أيضًا مطلوب، ولكن على ألا يكون “عمال على بطال”، والفرق واضح بين “المدح” و”التطبيل”. والحقيقة التي يجب التعاطي معها بجدية أن “المدح التطبيلي” يضر أكثر مما يصلح، وهو لا يفيد المسيرة بل يعطلها، لأنه لا يقوم الحال المائل، بل يعمق الأزمات بتزيين القبيح بعدم كشف مواقع التقصير لتبدأ المعالجات.

أكثر وضوحًا

يخوض الزعيم -بعد غد – السبت – مباراة صعبة أمام الجمارك، ثاني الترتيب في روليت منافسة الدوري الموريتاني برصيد 44 نقطة خلف نواذيبو المتصدر، حيث يفصله عنه 3 نقاط. وتأتي صعوبة المباراة من وضوح رغبة منافس المريخ في المزاحمة على الصدارة.

ومعلوم أن الجولة الثانية في أي منافسة ترتفع فيها الدوافع بحكم أنها تحقق الغاية من المنافسة بالنسبة للفرق، لهذا فإن الحسابات في كل المباريات تكون دقيقة جدًا، وكل مباراة تُلعب وكأنها بطولة قائمة بذاتها. ولهذا، فإن مباراة الغد يُتوقع أن تكون قوية جدًا.

الاختبار الأول لشوقي غريب وطاقمه المعاون وضعه أمام الجمارك القوي، والمصري منذ لحظة توليه في الأسبوع الماضي باشر مهامه بهمة عالية، وهذا هو المهم. وننتظر أن نرى نتيجة عمله دون استعجال، فمباراة الغد ليست للحكم على شوقي غريب بقدر ما هي لمحة على عهد التدريب الجديد في المريخ.

من الظلم أن يكون الحكم على أي شيء من الوهلة الأولى، لأنه سيكون حكمًا متسرعًا، لا بد من التريث في إصدار الأحكام حتى لا يكون الظلم حاضرًا. وإذا حقق المريخ بعد غدٍ الفوز على الجمارك، فهذا لا يعني إصدار حكم بنجاح شوقي غريب، وفي ذات الوقت إذا خسر المريخ – لا قدر الله – أيضًا هذا لا يعني الحكم بفشل شوقي غريب. لا بد من إعطاء الطاقم الفني وقته، لأننا نأمل بناء فريق عانى ما عانى في الفترة السابقة.

تعازينا الحارة للأخ بابكر سومي وأسرته الكريمة في وفاة أخيه “عبد المجيد”، ونسأل الله أن يتقبله في عليين مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وينقيه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يصبرهم ويربط على قلوبهم، ولا نقول إلا ما يرضي الله: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

مجرد سؤال:

متى يتوقف التصنيف الجائر؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..