حوارات

أبوجريشة.. في حوار الأسرار والصراحة مع الصفوة “2”

عدد الزيارات: 21٬005

أبوجريشة.. في حوار الأسرار والصراحة مع الصفوة “2”

لهذا السبب تركتُ كرة القدم لاعبًا…
مباراة جامعة شندي أثبتتْ لي مؤسسية اللواء ماهل أبوجنة.
جمال الوالي أعادني بعد ابتعادي.. وهذه تداعيات إعادة البعثة أيام الثورة المصرية.

حاوره في أبوظبي: عوض العبيد

متى تركتَ كرة القدم لاعبًا؟
بعد الرياضة الجماهيرية سافرتُ إلى الإمارات، ومكثتُ فيها من العام 1976 حتى العام 1990، مارستُ فيها كرة القدم، وسافرتُ إلى أديس أبابا من الإمارات في العام 1990، والحمد لله وُفِّقتُ في إنشاء عملٍ خاص، وهو وكالة سفر، ومكتب تأجير سيارات، وكان ذلك حتى العام 1995 – ووقتها – حدثتْ محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والتي اتُّهِم فيها السودان، وحدثتْ مضايقات للسودانيين الموجودين في إثيوبيا. عدتُ – وقتها – إلى السودان، وأذكر – في ذلك العام – كان نادي المريخ يمرّ بأزمة كبيرة حتى سُمِّيتْ تلك الفترة بـ”عام الرمادة”، حيث تقدَّم عدد من أعضاء المجلس باستقالاتهم، على رأسهم محمد الياس محجوب، وعصام الحاج، وماهل أبوجنة، وحسن يوسف، حتى ينهار المجلس، وكان – وقتها – رئيس نادي المريخ خالد حسن عباس، لكن المجلس واصل عمله؛ بسبب تمسك البقية بالعمل – وبالفعل – أُقيمت جمعية عمومية مصغرة، وتمت إضافة شخصي، والأخ محمد علي الجاك ضقل، والمرحوم عبد المنعم عشم الله، وتم ترفيع الأخ دكتور محجوب صديق من نائب الأمين العام إلى الأمين العام، والدكتور بركات لقطاع المناشط، وتم تكليفي بقطاع الكرة.

de3076c4 9df8 4edc a947 dac2bdd36f94

هل كنتَ مقتنعًا بما قدَّمته – حسب تلك الظروف؟
كانت فترةً صعبة – حقيقةً – وكان الأخوان صديق علي صالح، والمرحوم محمد عثمان دلدوم، والأخ أزهري وداعة الله، يقومون بالإشراف على فريق الكرة. وبالفعل استلمتُ فريق الكرة بعدد أربعة لاعبين – فقط – في ملعب سلاح المهندسين، ولم يكن بمقدور اللاعبين أداء التدريبات في ملعب المريخ؛ بسبب الغضب الجماهيري، وأول ما قمتُ به هو زيارة النادي، واجتمعتُ مع الجمهور، وعالجتُ سوء الفهم بين الجمهور واللاعبين، ومن ذلك اليوم عاد اللاعبون إلى الاستاد، ونجحتُ في إكمال عدد اللاعبين، وقدتُ الفريق للفوز على الهلال في مباراتي السبتين؛ حيث أحرز هدف الفوز في المباراة الأولى اللاعب إبراهومة، وفي الثانية أسامة بريش. وعندها بدأ عدد من أعضاء المجلس المستقيلين في العودة، وفي العام الذي تلاه استطعنا الفوز بالدوري.

حدِّثنا عن الرؤساء الذين عملتَ معهم؟
عملتُ مع الرئيس خالد حسن عباس، والرئيس ماهل أبوجنة، والرئيس تاج السر محجوب، ومحمد الياس محجوب، وجمال الوالي، وأسامة ونسي، وأخيرًا في عهد الرئيس حازم مصطفى. والرئيس الوحيد الذي لم أعمل معه هو الأخ آدم سوداكال، وسأذكر السبب لاحقًا.

دار لغط حول فترة الرئيس المرحوم تاج السر محجوب من قبل جماهير النادي. ماذا حدث يا تُرى بحكم أنك كنتَ شاهد عيان؟
أذكر أننا كنا عائدين من مباراة في يوغندا، وحققنا الفوز على فيلا الأوغندي على أرضه، وكان المرحوم تاج السر محجوب – وقتها – رئيس النادي، ومسؤولًا من ملف يتعلق بالمفاوضات بين الجنوب والشمال إبان حرب الجنوب. وقد تولّى من قبل وزارة الحكم المحلي، ثم عمل سفيرًا للسودان لدى دولة نيجيريا، وكان عائدًا من كينيا، وتصادفنا في الطائرة. وعندما وصلنا مطار الخرطوم، كان هناك استقبال جماهيري لبعثة الفريق، وبحكم عمل رئيس النادي في ملف المفاوضات، وهو عمل رسمي، تم استقباله استقبالًا رسميًا من الحكومة – وقتها – عبر صالة كبار الزوار، وهذا الأمر أثار حفيظة الجماهير، وبعض أعضاء المجلس؛ ليتم عزل الرئيس، وتكليف نائبه – وقتها – محمد الياس محجوب، الذي تولّى رئاسة المجلس في العام 2001.

مؤسسية اللواء ماهل أبوجنة
من الرؤساء الذين عملتُ معهم اللواء ماهل أبوجنة، وأذكر وقتها حضر إلى مكتبه الأخ محمد الشيخ مدني، وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، والأخ عصام الحاج، سكرتير النادي، وطلبوا أداء المريخ لمباراة في مدينة شندي بمناسبة افتتاح الجامعة. وقتها اتصل بي الأخ ماهل أبوجنة، وعرض عليّ الأمر، وقال لي بالحرف الواحد: إن الموافقة لن تأتي من الرئيس، وإنما من الشخص المسؤول عن القطاع الرياضي. وهذا الأمر، صراحةً، يدل على المؤسسية العالية التي كان يتمتع بها هذا الرجل.

هل عملتَ في فترة ود الياس؟
نعم؛ حينما تولّى (الريس) محمد الياس محجوب واصلتُ عملي حتى حادثة “بص المريخ” في منطقة أم مغد في العام 2003، وأُصيب فيها ود الياس، وفقيري، وشخصي. وبعدها سافرنا إلى المملكة العربية السعودية للعلاج، وعدتُ منها للعمل حتى مباراة المريخ وكانون ياوندي الكاميروني، وبعدها استقال كل من المرحوم حسن عبد السلام، ومحمد علي الجاك ضقل، وحسن إدريس، وعثمان الدقير، وتم تعيين لجنة تسيير خلفًا للرئيس ود الياس، بقيادة الأخ جمال الوالي. وأنا – والحمد لله – طوال فترة عملي في المريخ كنتُ عضوًا في المجلس ومنتخبًا، وكنتُ دائمًا أفوز بأعلى الأصوات رغم أنني لا أمتلك أية عضوية – بعينها – ولا أعرفها.. وإنما عضويتي هم جماهير المريخ المحبين والعاشقين للكيان.

هل استقال ود الياس أم ماذا حدث؟
وقتها – تقدّم أربعة من أعضاء المجلس باستقالات، وهم: حسن إدريس، وعثمان الدقير، ومحمد علي الجاك ضقل، والمرحوم حسن عبد السلام، وذلك حتى ينهار المجلس، ويتم تعيين لجنة تسيير. وأذكر في ذلك الموسم تفوّق علينا الهلال بفارق 18 نقطة. علمنا بعد ذلك أن الأمر مدبَّر له ومعدّ، وكانت هناك وعود للثلاثي بأن يكون عثمان الدقير نائبًا للرئيس، والمرحوم حسن عبد السلام أمينًا للمال، وحسن إدريس لدائرة الكرة. وبالفعل انهار مجلس الإدارة، وتم تعيين لجنة تسيير بقيادة الرئيس جمال محمد عبد الله الوالي.

991bd27a 61d4 4ee1 be66 d7d7c80c22e0

ما التداعيات التي حدثتْ إبّان فترتك مع جمال الوالي؟
عملتُ مع جمال الوالي في مرات عديدة منذ توليه رئاسة مجلس الإدارة، وأذكر أنه حدثتْ استقالات في العام 2005، وفي العام 2008 أصرّ الأخ جمال الوالي عليّ أن أعود للعمل معه، وبالفعل عدتُ مع المجلس المعين، وحصلنا على الدوري الممتاز. وابتعدتُ – قليلًا – ثم عدتُ في العام 2011 مع المدرب حسام البدري، بطلب من الأخ جمال الوالي، وفي ذلك العام قرر المجلس إقامة معسكر إعدادي في فندق موفنبيك بالقاهرة، وتم تكليفي برئاسة البعثة. وقتها كانت أحداث الثورة الشهيرة في مصر، وقدتُ البعثة للعودة إلى السودان في وقت عصيب، وقبل انتهاء المعسكر وبدون الرجوع إلى أي شخص، ذهبتُ – وقتها – إلى ميدان التحرير، مقر الخطوط الكينية، وهو مقر الأحداث والاعتصام، وقدمتُ، والحمد لله، وتمكنتُ من إعادة البعثة بعد الاتصال بمطار الخرطوم. حينها – كان السودان يستضيف بطولة أمم إفريقيا للمحليين، وقرر مجلس الإدارة إكمال المعسكر الإعدادي في ليبيا، وعندها تقدمتُ باعتذار وغادرتُ إلى الإمارات، وتم تكليف الأخ حسن إدريس برئاسة البعثة إلى ليبيا، التي – أيضًا – شهدتْ أحداث الثورة، ولم يكتمل المعسكر، وتم إجلاء البعثة بطائرة خاصة إلى السودان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..