
الصفوة – د. مجدي السليابي
اللاعب القاصر لامين يامال، نجم برشلونة الإسباني، الذي لم يبلغ 18 ربيعًا، أذهل العالم، وأثار والده المدريدي لغطًا بإمكانية انتقاله لريال مدريد بنهاية عقده في 2026…
الأمر الذي حتّم علينا الغور في باتون الحماية القانونية للاعب المحترف القاصر التي وفّرتها معظم التشريعات الدولية والوطنية والعقود المُبرمة عند تسجيل اللاعب القاصر بناديه وانتقاله إلى نادٍ آخر.
ونجد أنّ متطلبات وأساسيات وأُسس قيد اللاعب القاصر كمحترف تحت 18 سنة، وتحديدًا الفئة العمرية ما بين أكثر من 16 سنة وأقل من 18 سنة، ونعني عقد اللاعب لامين الذي تبقّت له أشهر ليدخل سن الثامنة عشرة (قاصر)، ينتهي عقده مع ناديه الحالي في سنة 2026.
فمن قواعد قيده، وفاءً للقانون، ضرورة الحصول على موافقة والديه أو الوصي القانوني عند التسجيل، وتمّ ذلك للاعب بعد أن تمّ التحقّق من عمره الحقيقي بمستند رسمي من دولته، فضلًا عن التزام ناديه بقوانين الاتحادات والأندية الوطنية، والتزام الطرفين عند إبرام العقد -الذي ينتهي العام المقبل- بنُظم ولوائح وتعميمات الفيفا، لاسيما أنه قد تمّ توفير أفضل بيئة تعليمية وتدريبية وتأهيلية للاعب القاصر، وغيرها من القواعد عند القيد، وتمّ الالتزام بالقواعد والأسس والضوابط.
فنجد أنّ اللاعب تدرّج بالنادي وتحت رعايته منذ 7 سنوات، والتزم بالمادة 19 من لوائح الانتقالات الدولية، وتقيد النادي بشروط تسجيل القاصر لامال، في أن يكون النادي في دائرة اللاعب الجغرافية، بل باتحاد اللاعب ومحل إقامة والديه، ولم ينتقل أحدهما إبّان العقد لدولة أخرى، وكان اللاعب بالأكاديمية، أي نال من التدريب والعِلم والدراسة وغيرها، لأنه تدرّج بكرة القدم في النادي، وأبرم النادي عقده الذي ينتهي في 2026 وفق كل الضوابط الوطنية والدولية.
فالمادة لا تحدد صراحة، بل تختلف من اتحاد لآخر، والاتحاد الوطني الإسباني مدّد فترة التعاقد مع القاصر ما بين 16 سنة حتى 18 سنة، ما بين 3 أعوام إلى 5 أعوام كأقصى مدة، وتمّ ذلك، وكان اللاعب في أكاديمية النادي، وقد تأهّل تربويًا وتعليميًا وتدريبيًا، وغير ذلك، بل جاء في عقده أنه نال حقّه في التسويق والإعلان والمال، وتمّ ذلك، ونال العائد المجزي.
ومع كلّ ذلك، يحقّ للاعب الانتقال إلى أي نادٍ آخر في سنة 2026، داخل أو خارج إسبانيا، والجدلية ما بين البرشا والريال ألا ينتقل لاعب للآخر.
وفي خضمّ ذلك، قام خبراء عقود الصياغة بالنادي بإحكام عقد اللاعب يامال، لأن المناط بهم الأمر هم محترفون في نادي برشلونة، وهم أهل العِلم بفنون صياغة العقود… وعالمون بقوانين الفيفا والاتحادات القارية والوطنية، وينالون رواتب باهظة باحترافية العقود، وقد وفّروا الحماية لضمان استمرار اللاعب يامال مع ناديه الحالي برشلونة بعد انتهاء مدته، وعدم التفريط به لنادٍ آخر، إلّا إذا نال النادي حقّه، وذلك بإحكام بند الشرط الجزائي، بأنّه عند انتهاء عقد اللاعب في سنة 2026، يحقّ لناديه واللاعب تمديد العقد لمدة أو مدد أخرى اتفاقًا، ومنح القانون اللاعب حق الانتقال، ويسود هذا الحق على الاتفاق، ولكن أحكم نادي برشلونة بأنّ قيمة الشرط الجزائي مليار يورو، وهذا رقم يتعلّق بالنادي الجديد الذي ينتقل له اللاعب داخل أو خارج إسبانيا، ويصعب دفعه إن لم يكن مستحيلًا.
وهذه إضاءة أوليّة في عقود الاحتراف للقاصر، ومن الطرائف أنّني اطّلعت على عقد نادٍ أعشقه، إن صحّ التعبير، مع لاعب إفريقي قاصر، وكان عقدًا كارثيًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وحسنًا لم يتم إبرام ذلك العقد لأي سبب من الأسباب، وإلّا لتسبّب في الحرمان والمال. وهذه مشكلتنا في عقود الاحتراف.
تدفع الأندية السودانية الثمن، وخسر نادي المريخ معظم قضاياه بالفيفا، وإن قُدّمت شكوى من أي محترف بورقة بيضاء، فإنها تُقبل بسبب سوء صياغة العقود، جهلًا أو عمدًا أو عفوًا، ثم ندفع للاعب المحترف عند انتهاء العقد صُلحًا، وحاليًا وزمان، ندفع في المريخ أموالًا خرافية عند انتهاء عقود أشباه المحترفين بالنادي، لمن لا يستحق، وتلك أموال عامة، أيا كان مصدرها: شخصية اعتبارية أو عامة أو عادية أو رئيس نادٍ.
فالمال عام، ويجب أن تتمّ حوكمة المال داخل الدورة المستندية للنادي وفق أُسس وضوابط.
ولنا عودة في عقود اللاعبين المحترفين.


