بابكر سلك
نحمد الله عندنا إرث كبير من الحكم والأمثال والأقوال المأثورة
كيف لا ونحن شعب كوش، أول شعوب الأرض من الإنسانية
أقول من الإنسانية لأنها تختلف عن البشرية
والإنسانية هي النسخة المطورة من البشرية، والتي جعلت الإنسان في أحسن تقويم
وللأسف فإن الإنسان سيرتد لأسفل سافلين
وده بسبب عمايلو وسوء استعمالو للإنسانية
ما علينا
نرجع لموضوعنا
أمثالنا وحكمنا وأقوالنا المأثورة كثيرة
نحن عندنا شنو غير الفصاحة
والغريبة نرددها دون أن نعبأ بها أو نعمل بها
القرش الأبيض لليوم الأسود
نقوم نشيل ليك القرش الجانا سايب ده
وهاك يا نقطة على القونات
ولسه بنردد في المثل ونحن ننقط عسل دون أدنى خجل
المهم إنو الشي الوحيد الاتفقنا عليه كسودانيين وما اختلفنا
هو الأمثال والحكم والأقوال المأثورة
ومؤخرًا ظهرت أقوال ماسورة
ودي حقت فئة معينة من المجتمع
هم النافذون والسياسيون
أقوالهم كلها ماسورة
ما عندهم أقوال مأثورة زي نيلسون مانديلا مثلاً أو المهاتما غاندي
المهم
نتفق كلنا على الأمثال ولكن نختلف حول قصة المثل وسبب صدوره
كلو زول فينا بقطع ليهو قصة للمثل من راسو
وقد تكون القصة بتخدم مصالح وأيديولوجيات ليهو
المهم
مثلنا الليلة: مرض حامد
القصة الرائجة للمثل هي أن أحد الشباب ويدعى حامد
مرض مرض شديد
علاج بلدي ما نفع
علاج في مصر ما نفع
فكي ما نفع
دقوا ليهو ظار ما نفع
الكي ما نفع
جردقة وحرجل ما نفع
الزول السايق الجمل البقول جردقة وحرجل
اشتروا منو الحرجل كلو وما نفع
كل الجردقة ما نفعت
والناس محتارة
واحد قاعد سارح بعاين لجمل الجردقة والحرجل
استلهم فكرة وقال ليهم
الزول ده تعرسوا ليهو
عرسوا ليهو، قام زي الحصان
بعد العرس، أختو رقدت
لا بتجر إيد لا كراع
والناس اتلموا
زول يقول إيرقان
وزول يقول ملاريا
وزول يقول ملاريا لكن ما عادية، حبشية
وزول يقول ريح أحمر
ناس تقول وناس تقول
وخليهم يقولوا زي ما الناس يقولوا
وأخت حامد راقدة مغطغطة تسمع فيهم
آخرتها، قالت ليهم: ملاريا شنو؟
أنا عندي مرض حامد
حبيت صراحتها عشان البورة حااارة
ياخ، في ناس متزوجين وبجيهم مرض حامد
مرض حامد ده ما زي الحصبة والبرجم، بجيك مرة واحدة
ممكن يجيك عشرة مرات
المهم
الموردة مرضت
واشتد بها المرض
بعد الرشاقة والشباب الكانت فيهو
بقت لا بتجر إيد لا كراع
نسأل الله لها السلامة
ومرض الموردة ده ما خبيث، ظهر فجأة
كانت عنده أعراض
ابتدت بالجو الموردابي الأصبح طارد
ومرورًا بالاستاد الكسروهوا، ولحقوهوا أُمات طه بداعي الصيانة
ثم تركوه أطلالًا تحوم فيها الأغنام، أكوامًا وأكوام
غنم الأشلاق
فرادى وجماعات
عَتان وسخيلات
بدأت الموردة تفقد مواهبها وتستعيض عنهم بكوارث
انشق مجتمع الموردة المتماسك المترابط الذي يعرف بعضه البعض وبالاسم
انشق إلى كيمان، شتّت شمل الكيان
ثم رقدت الموردة الرقدة الياها
نسأل لها الشفاء من كل داء
والمتأمل في أعراض مرض الموردة
يجدها جميعها هي أعراض المرض الذي ألمّ بكياننا
وكأني أرى الزعيم وهو يئن
ثم يستبعد كل التشخيصات لمرضه
ليقول للناس:
ملاريا شنو؟
وجرثومة معدة منو؟
أنا عندي مرض حامد الموردة
اللهم نسألك الشفاء
ونوصي أهلنا بالتطعيم ضد مرض حامد الموردة
بالعلمية والمنهجية والتخطيط السليم
أيها الناس
إن تنصروا الله ينصركم
أها
نجي لي شمارات والي الخرطوم
دي موش كورة يا والينا
ده لعب عيال يا أخينا
سلك كهربا
ننساك كيف، والكلب قال: تحسبوا لعب! الكورة بقت شغل، ما لعب
وإلى لقاء
سلك
