لما نغني للوطن

بابكر سلك

*السنة دي أكتر سنة غنّينا فيها للوطن.
*والغنا للوطن ليهو قصة.
*زمان أيام الشباب.
*بدري الكلام ده.
*جات فترة كِدا الثقافة فيها إنو يكون عندك حبيبة.
*تقابلها بعد تلتين ميعاد يطرشقن.
*موش زي هسي، الخير راااقد ومن غير ميعاد تكون اللقيا.
*وأغلب قصص الحبّ كانات في الزمن داك كانت في إطار الحي أو المنطقة.
*ده المتاح.
*والزول أول من تلقاهو قلّ جِيّات الدافوري.
*أو بقى يجي الدافوري متأخر وقاااااشر وكابي العطور.
*وواقف بعيد من غبار الدافوري.
*وكابي ليهو رطل كريم (زازا) في شعره (كريم زازا ده لما تمسحو في شعرك بجيك ساااقط، وده أظنو سبب الصلع الراكبها الجيل داك كلو، والفي راسو بطحة يتحسسها ويتذكّر).
*المهم، الزول البعمل كِدا.
*أعرفو طوالي دخل في علاقة.
*وبعد داك تلقاهو شايل ديوان نزار قباني.
*طالع ونازل بيهو.
*وفجأة كِدا ببقى شاعر.
*يكتب كلام الطير في الباقير.
*لكن في الآخر بكون مقتنع إنو ده شعر.
*وببقى سمييييع.
*غنا جدّ.
*ويتعلم يشرب السجاير.
*ما كنا بنقول فلان بدخن.
*كنا بنقول فلان بشرب سجاير.
*وعلى سيرة بشرب سجاير دي.
*كان معانا زول عسل بس.
*اسمو شمس.
*أبوهو صعب شدييد.
*زول دوغري شديد.
*شمس كان زول بحر.
*بتاع سجارة.
*وكاتل ضلو.
*عامل فيها مسكين.
*أبوهو بثق فيهو جدًا.
*يوم واحد صاحب أبوه شمس.
*اكتشف إنو شمس بتاع سجارات.
*كلم ليهو أبوه.
*أبوه ما اتبلّت في خشمو فولة.
*وكوّرَك لي شمس.
*تعال يا شمس الدين.
*شمس الدين جا بمنتهى الأدب والمسكنة.
*نعم يا با.
*الأب: انت بتشرب بنقو يا شمس؟
*السؤال كان مفاجئ لشمس.
*لكن ناس البحر المفاجأة ما بتفقدهم سرعة بديهتهم.
*قال لي أبوه:
– أنا يا أبوي؟ أنا شمس الدين ولدك دا أشرب بنقو؟ أنا والله يا أبوي من الله خلقني قزازة البنقو دي ما شفتها بي عيني، أشربو كيف؟
*اتفرجت أسارير الأب.
*الإجابة ريّحتو.
*وقال لي صاحبو:
– ياخ ده قايل البنقو سايل جوة قزازة تقول لي يشرب بنقو؟؟؟
*ناس البحر ما بتلفتوا.
*أها.
*نرجع لموضوعنا.
*الحبيب الجديد بخلّي الدافوري وبيستحمي ويجلط شعره ويجيب ديوان نزار قباني ويشرب سجاير.
*وسجاير زمان كان فيها بركة.
*تولّع سجارة في الحفلة لزوم القشرة.
*ساعتين ما بتكمل.
*وممكن تطفيها وتولعها تاني.
*طلح بس.
*تقضيك فاصلين.
*موش زي سجاير اليومين دي.
*تولّعها تلقاها وصلت السبارس.
*المهم.
*بعد فترة تتفرتق العلاقة.
*صاحبنا يتشوكش.
*يفكوهوا عكس الهوا.
*طوالي بغيّر نوع الشعر الكان بقولوا وبقراهو.
*وبغيّر نوع الغنا.
*والناس اصطلاحًا في الزمن داك بقولوا تعبيرًا عن شوكشتو: فلان بقى يغني للوطن.
*سبحان الله.
*شُفنا أسي نحنا كشعب كان مضيّع زمنو ومالو في البهرجة والهجيج والنقيط للقونات.
*بقينا نغني للوطن.
*وشُفنا كمريخاب على وجه الخصوص.
*في الموسم الأخير غنانا كلو للوطن.
*كنا شايلين ديوان نزار قباني نغني لبلقيس وللأميرة السمراء.
*بقينا نغني للوطن.
*اتشوكشنا لدرجة رجعنا الدافوري نتكندك، لمّا الله يغفر لينا.
*وخلّينا الكريمات، حلقنا صلعة ذاتو.
*سبحان مغير الأحوال.
*شاكوش (أسلي).
*اللهم.
*نحن كشعب وكمريخاب وعينا الدرس.
*اللهم خلّينا نحب الوطن ونغني للحبيبة.
*اللهم ثبّت قلوب الحبيبات ما تجهجهها فتجهجهنا معاها.
*اللهم اكفنا شر الشواكيش ما ظهر منها وما بطن.
*اللهم تُبنا.
*تاني وحاتك القونات إن بقن حروف، تحرم عليهن النقطة.
*أيها الناس.
*إن تنصروا الله ينصركم.
*أها.
*نجي لي شمارات والي الخرطوم.
*كان شفت يا والينا.
*قصة نعرس غريبة جدّنا ما كان بخلّينا.
*يمرق ليك فيها ألف عيب، ولو هي أجنبية قول تركية يا والينا.
*ما شافت السودان بعينه.
*في إسطنبول مقيمة.
*يطلع ليك حبّوبتها ضي الرتينة.
*كانت بتكبكب العبابير وبتجبجب لينا.
*مرة ود عمّا لينا.
*استأذن جدّنا في الزواج من غريبة علينا.
*جدّنا داير سبب يرفض بيهو يا والينا.
*قال للعريس: وصفها لي يا أخينا.
*ود عمّنا قال ليهو:
– كان جات مع الطوال أقصرن.
وكان جات مع القصار أطولن.
وكان جات من الصفر أخدرن.
وكان جات مع الخُدر أصفرن.
*جدّنا قال ليهو: بتجيب النوع ده من وين يا ولدي؟
*قال ليهو: قريبة ناس فلان يا جدّي.
*جدّنا قال ليهو: ما العروس الصنف يا ولدي.

سلك كهربا

ننساك كيف والكلب قال: الغنا للوطن لو ما بالقناعة اقترن تبقى ربّة ساااي.

وإلى لقاء

سلك