خليك واضح

طباخ الريّس!!

عدد الزيارات: 21٬004

محمد الطيب كبور

محمد الطيب كبّور

من أجمل الأفلام المصرية التي شاهدتها فيلم “طباخ الريّس”، الذي كان حوارًا كوميديًا واقعيًا بين الراحل طلعت زكريا، الذي جسّد شخصية طباخ الريّس، وخالد زكي في دور الرئيس. والجميع حول الرئيس كانوا “يطبلون” ويقومون بدور “الألفة”، في محاولة لعزل الرئيس عن الشعب، ويصفون كل من يريد إيصال معلومة للرئيس بأنه “معارضة”، حتى أتت لحظة أراد فيها الرئيس النزول للشارع للتأكّد بنفسه من أحوال “الجمهور”، عفوًا، الشعب.

وفي اليوم المحدّد، عمل المستشارون المقرّبون من الرئيس على تفريغ الشوارع من المواطنين، حتى لا يجد الرئيس من يسأله، واحتار خالد زكي وسأل بأعلى صوته: “ودّيتوا الشعب فين؟” وفي تجواله هذا، صادف طلعت زكريا على عربة الفول في الشارع، وهو الكادح الذي نزل بحثًا عن معاشه، وجلس إليه الرئيس، وبعد أن تعرّف عليه، دارت الأحداث بحوجة القصر لطباخ، فوقع الاختيار على طلعت زكريا، على أن يكون الأمر في غاية السرية.

مضت ذروة الفيلم في كشف الطباخ الجديد للرئيس عن الظلم والغلاء الفاحش في البلد، ومارس الطباخ دورًا إصلاحيًا، على عكس طباخين الواقع، وها هي قصص الدراما تأخذ شيئًا من الواقع وترسمه كما يريد المخرج. أمّا على أرض الواقع، فإن غالبية القريبين من موقع اتخاذ القرار، فإنهم يميلون فقط “للتطبيل” عمال على بطّال، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يُجيدونه!!

ثم ينصّبون أنفسهم حُرّاس فضيلة، ويرسلون “رسائل خاصة”، وهي مقصودة دون عنوان، لأنهم لا يقوون على المباشرة لضعف حجّتهم، ولهذا يتستّرون خلف العبارات الفضفاضة التي تحمل اتهامات بلا سند، فقط لأنّ زوايا رؤيتهم قاصرة على فهم “طباخ الريّس”، الذي من المفترض أن يضيف البهارات التي تُضبط الطبخات دون مراعاة لأخلاقيات أو أعراف. ولو كانت لهم سلطة كمستشاري الريّس في طباخ الريّس، لجعلوا الساحة خالية، وحجبوا الجميع ليخلوا لهم جو التطبيل.

الكلمة مسؤولية وضمير وأخلاق، يجب أن تتحلى بالمصداقية. ولكن كيف تُطبّق هذه المعايير على فاقد الشيء الذي لا يملك مؤهلات، سوى إجادة “التطبيل”، وصناعة “تماثيل” لا تقوى على مقارعة الحقيقة التي يعلمها الجميع، والتي يستحيل حجبها، لأن الواقع يكذبها، ويكفي أن تكون بلا قرار رغم المنصب الكبير الذي تشغله بلا ضمير.

أكثر وضوحًا

بحمد الله، تم تحرير العاصمة الخرطوم وبدت الحياة تعود، وإن شاء الله تشهد بلادنا نهضة كبيرة، ونستفيد جميعًا من هذا الامتحان العظيم الذي كاد أن يبتلع الوطن، وبإذن الله يتحرّر كل شبر في السودان.

إقامة النخبة في السودان خطوة مهمة نحو الاستقرار، للإسراع في إعادة الإعمار، ولدور الرياضة حتى تلامس أشواق الرياضيين أرض الواقع في الموسم القادم، والذي نتمنى أن يكون أفضل من الموسم الحالي.

من يريد الإصلاح لا يخاف النقد، بالعكس، من المفترض أن يُشجّع من ينتقده، لأن النقد هو الباعث على الجودة لكشفه مواضع الخلل. وهذا هو دور الصحافة الراشدة التي تجتهد في التبصير بالتقصير، وهي مساهمة يُبغضها “المطبلاتية”، لأنها تكشف تناقضهم، الذي يحاولون من خلاله تجميل القبح الواضح.

من قصص السابقين أن بلغ أحدهم مبلغًا من “التطبيل”، لم يصله حتى “طباخ الريّس”، عندما رمى الأمير سهمًا على الطائر فلم يصبه، فقال له المطبلاتي: أحسنت. فغضب الأمير وقال له: أتستهزئ بي؟ فردّ المطبلاتي: معاذ الله يا أمير، وإنما قصدت أحسنت للطائر إذا لم تُصبه وتقتله.

الهلالاب ديل عندهم عقدة كأس جوي، مشاركتهم في الدوري الموريتاني جات صُحبة راكب مع المريخ صاحب الفكرة، ولائحة المنافسة واضحة، لو قفلت المجموع القصة ودي دكتوراه فخرية ساي، ومحاولة صناعة تاريخ من العدم دي ما بتقسم معانا.

مجرد سؤال

للدرجة دي حارقكم الجوي؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..