الدوري الموريتاني المرآة التي كشفت للمريخ العيوب

الصّفوة – تقرير

استفاد المريخ كثيرًا من مشاركة غير مسبوقة في الدوري الموريتاني، وبالرغم من احتلال الفريق لمركز في وسط جدول الترتيب مع تلاشي فرصه بشكل نهائي في التقدُّم أكثر من المركز السادس، غير أنّ المكاسب كانت كبيرة من الظهور في دوري خارجي للمرة الأولى في تاريخ الأندية السودانية.

مرآة كشفت العيوب والثقوب

مثّل الدوري الموريتاني المرآة التي عكست مستوى المريخ وكشفت ثقوبه الكثيرة، وأوضح بجلاء المرحلة المتأخرة التي وصل إليها الفريق دون تزييف، بدرجةٍ باتت فيها مبارياته أشبه بالعقاب، وعقب كل مباراة تكتشف الجماهير المرحلة المتأخرة التي وصل إليها فريقهم، حيث كان بمثابة تشخيص وملخص نهائي. ووجد رفاق عجب صعوبات بالغة في الفوز على أندية ضعيفة تُصنَّف بأنها واحدة من أضعف الأندية الإفريقية، بدليل عدم تواجد أي نادٍ موريتاني في المراحل المتقدّمة من بطولات كاف، ومع ذلك أخفق المريخ في تحقيق الانتصارات، كما فشل في تقديم مردود مُقنع لجماهيره.

إخفاق في ملف مهم

وقدّم الدوري الموريتاني مكسبًا لا يُقدَّر بثمن، تمثّل في كشف إخفاق كبير في ملف التعاقدات وإدارتها، وباستثناء عدد محدود من اللاعبين، رافق الفشل عدد كبير من الانتدابات المحلية والأجنبية، بالمقارنة مع عناصر الفريق التي اختارت الرحيل هربًا من الجحيم الإداري، بعد أن حجب المجلس مبكرًا الحوافز والبدلات عن اللاعبين بقرار غريب، ليضع العناصر المحلية في محكٍّ صعب بتواجدهم في موريتانيا، مع تفرُّق ونزوح أسرهم بحثًا عن الأمان في ظروف معقّدة ببلاد المهجر والولايات المختلفة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، ليُجبَروا على اختيار صعب بالرحيل عن ناديهم.

عِلّة إدارية بائنة

وكشف الدوري الموريتاني كل عورات إدارة النادي، وأوضح للجماهير عجزها عن التغيير، باعتراف رئيس النادي نفسه في حديث أثار جدلًا وردود أفعال كبيرة، بعد أن بشّر الجماهير باستمرار التراجع دون تقديم حلول مقنعة، بخلاف حديث مستهلك والمطالبة بالمزيد من الصبر.

ويختتم الزعيم ظهوره بمواجهة تفرغ زينة بعد غدٍ الثلاثاء، لحساب الجولة الثلاثين من المسابقة، مودّعًا البطولة، تاركًا ذكرياتٍ بتاريخه وإرثه فقط، على غرار ما ردّده المعلقون على مبارياته بالحديث المتكرّر عن تاريخٍ ناصع البياض، بالمقارنة مع حاضر قاتم ومستقبل أشدّ عتمة، عطفًا على ما يجري بالنادي.