ارتجالية القرار في المريخ!!
محمد الطيب كبّور
إذا لم تكن منظمًا ودقيقًا، حتمًا لن تصيب النجاح. هذا على المستوى الشخصي، أما المؤسسات فإنها من دون نهج واضح ستكون غير مستقرة ولن تحقق التطلعات أبدًا، لأنها لا تعمل وفق خطط وبرامج تُنفذ على مراحل. وهذا ما أضرّ بالمريخ، الذي تُمارس فيه الإدارة على طريقة القرارات الارتجالية، بدون رؤية واضحة.
لا توجد آلية واضحة لاتخاذ القرار في المريخ، والضبابية تعمّ كل المشهد، حيث لا أحد يعلم كيف تسير الأمور في النادي، خصوصًا الملف المالي الذي يُعد من المناطق المحظورة، ولا تتم مناقشة الميزانية. فقط حديث عن أن الرئيس “يدفع دفع من لا يخشى الفقر”! وهذا الدفع الذي لا أحد يعرف حجمه أو حقيقته، والذي قد يُعيد المريخ قريبًا إلى محكمة التحكيم الرياضية!!
نعم، لا أحد يعرف حجم الصرف في المريخ ولا كيفيته، ولا عن الموارد على شحّها. والحديث عن أموال الكاف، وبيع بعض اللاعبين وإعارة بعضهم، وكذلك الحديث عن كيلوهات من الذهب دخلت خزينة المريخ، كل هذا يقابله تركيز الإعلام الموالي على جملة “دفع من لا يخشى الفقر”. وهذا الملف تحديدًا، السكوت عليه سيورد المريخ المهالك.
الصمت حيال هذا الوضع يُهدد حاضر ومستقبل المريخ. في حال ذهاب النمير، فإن المسرح لن يكون مهيأً للقادم الجديد، الذي حتمًا سيجد ديونًا “متلتلة” تُكبّل النادي. وهذه ليست فرضية خيالية، وإنما واقع نعيشه الآن، وظللنا نطالب بضرورة فتح ملف الديون في عملية تصفير العداد لكي نطمئن، ولكن لا نجد استجابة. وعقارب الساعة لا تتوقف عن الدوران، وكذلك المجلس، في كل اجتماع يضع الأجندة يكون المال حاضرًا، ويخلُص الاجتماع دون التطرّق لملف المال، والساقية مدوّرة.
أكثر وضوحًا
لابد من توضيح عاجل بشأن الديون والعُهد وميزانية المريخ غير المعروفة، بدلاً من الحديث المحبط عن عدم وجود لاعبين صف أول، ومحترفين “أي كلام”! والله بعض الطلبة الذين كنا نتفرج عليهم في جامعة أفريقيا العالمية أفضل بكثير من بعض المحترفين الذين تعاقد معهم المريخ في عهد النمير.
الحديث عن التصدّي للمهمة لا يعني أن نبصم بالعشرة على الأخطاء العديدة التي ارتكبها. التصدّي للمهمة يكون مقبولًا عندما يُقابله عمل ملموس وأداء إداري عالٍ. لكن التصدّي للمهمة بإيراد المريخ إلى المهالك، فمؤكد أن هذه لا تقودنا للتصفيق أو القبول بهذا التصدّي غير المجدي.
ارتجالية القرار في المريخ وصلت مرحلة أن يكتب رئيس النادي في صفحته الشخصية قدحًا في مستويات لاعبي الفريق والأجهزة الفنية، وهو نفسه من تعاقد مع أغلبهم، وتحديدًا الأجهزة الفنية الثلاثة، هو من استقدمهم وأفشلهم! الإيطالي سوليناس، في عزّ فشله، جدد له النمير عقده في تصرف غريب جدًا استنكره كل المتابعين!!
انطبق المثل: “يداك أوكتا وفوك نفخ” على النمير. فهو من تعاقد مع اللاعبين، محليين كانوا أو محترفين، والأجهزة الفنية، وهو من أحضر نادر خليل، وكون لجنة التسويق والتعاقدات. كل شيء تم بأمره!!
تأجيل جديد لدوري النخبة، وطبعًا غير مفاجئ، لأن كل الشواهد تؤكد عدم الجاهزية في الموعد المقترح مسبقًا في نهاية مايو، وقد يكون الموعد الجديد مناسبًا نوعًا ما لفك ارتباط القمة بالدوري الموريتاني، ردًّا لكرم استضافة الإخوة في موريتانيا لقمة الكرة السودانية.
مجرد سؤال
بعد دا كله كمان بتشكي؟؟

