النمير والهدف العكسي!!
محمد الطيب كبّور
التنصل من المسؤولية ومحاولة البحث عن شماعة، يؤكد انسداد الأفق، ورغم محاولات تجميل القبيح من جماعة “حاضر ياريس”، إلا أن صعوبة المهمة جعل صوت “التطبيل” لأول مرة ينخفض بصورة ملحوظة، لأن الموجة عاتية جدًا ومفاجأة لم يتحسب لها “المطبلاتية”، ومع هذا حاولوا جهدهم بوصف تصريح النمير بأنه شجاعة تُحسب له!!
الهروب ليس جديدًا على هذا المجلس الكسيح الذي ظل أعضاؤه يتهربون من السفر إلى موريتانيا، مع أنهم كانوا يتصارعون على رئاسة البعثات، والموضة الجديدة الإشراف على الجمعيات العمومية في الخارج. يرفضون السفر إلى موريتانيا لإدارة شؤون الفريق، ويسافرون للإشراف على الروابط التي تسير نشاطها من دون تدخلات المجلس، وظلت على الدوام تقدم عطاءً كبيرًا محل احترام الجميع.
تصريح النمير حمل من القبح ما حمل، وأصبح هو حديث الكل لما حواه من مغالطات كبيرة، وهو يوجه أسئلة في فضاء مفتوح دون التوقف عند محطة الحلول، وكأنه أراد أن يمهد لشيء في قادم الأيام. وهذا التصريح الغريب أشبه بإحراز مدافع لهدف عكسي في مرماه، وفي زمن قاتل يصعب معه التعويض.
والمريخ الآن في مرحلة حرجة جدًا، ولا أحد يمكن أن يتنبأ بالقادم، لأن كل الاحتمالات مفتوحة على آخرها. ولكن بقراءة للواقع، لابد من التحسب للأسوأ، خصوصًا أن ملف المال في النادي محاط بالسرية التامة، ولا أحد يعلم كيف تسير الأمور، وناس “تمام ياريس” لن نجد لهم أثرًا. والمريخ ليس بخير، واعتراف الرئيس ليس شجاعة بقدر ما هو انهزامية، وهو من بيده القلم، وهو أساس ما يمر به الفريق الآن من تردٍ.
اليوم انتهى مشوار الزعيم في موريتانيا رسميًا عقب مباراته الأخيرة أمام تفرغ زينة، بفضيحة بطلها رئيس النادي النمير، الذي بعد أن أفرغ الفريق من اللاعبين، قضى على البقية بتصريح غير مسؤول، وكانت النتيجة رباعية من فريق يلعب بعشرة لاعبين!!
أكثر وضوحًا
أسوأ ختام لمشاركة المريخ في الدوري الموريتاني أمام تفرغ زينة، والتي غاب فيها الأحمر تمامًا، ووضح تأثير تصريح النمير على الفريق، ليتلقى أسوأ هزيمة برباعية نظيفة.
شباك المريخ مفتوحة على الآخر في آخر مباراة وداعية في الدوري الموريتاني، منذ الشوط الأول الذي استقبل فيه هدفين، وظلت الحصيلة في ارتفاع في الشوط الثاني رغم النقص العددي لتفرغ زينة، لتصل 4 أهداف دون مقابل.
غابت الروح لأن رئيس النادي أراد ذلك، وهو يصف لاعبيه وجهازهم الفني بالفشل، وبأنهم ليسوا نجوم صف أول. كيف لهم أن يُبدعوا ويُقدّموا أفضل ما عندهم وهم متهمون بالفشل؟
مهما تصورت السوء، فإنك لن تتخيل أن يكون القائد هو المدمّر! بدلاً من جرعات معنوية تعيد تعبيد الطريق، يسعى لقتل الروح المعنوية لجنوده ويشيّع فريقه لمثواه الأخير بتصريحات قبيحة.
معروف عن المهندسين أنهم أهل تخطيط والرسم الدقيق، ولكن في حالة النمير هذه، فإنه بعيد كل البعد عن الهندسة التي تسبق اسمه، وهنا، كما سبق له أن سألني عن علاقتي بالكورة، أتوجه له بالسؤال:
“إنت مهندس في شنو بالضبط؟ وقريت هندسة وين؟”
مجرد سؤال
أما كفاكم دمارًا؟؟

