دوري النخبة… حين يصبح التيه خطة والعبث إدارة
أبوبكر الطيب
🔴 دوري النخبة… حين يصبح التيه خطة والعبث إدارة 🔴
من كريمة ومروي إلى كسلا والقضارف فود مدني،
هايم في القُرى والبادية وفي كل النواحي الهادية.
في مدني زهورك بادية، تاباك النفوس ليك مابية،
لا لشيء سوى لأن لجنة المسابقات أرادت لذلك أن يكون.
دوري النخبة تحوّل إلى قافلة تائهة، تنقل أندية النخبة من مدينة إلى أخرى، بلا رؤية واضحة، ولا بنية تحتية، ولا حتى هدف واضح سوى “الاستمرار من أجل الاستمرار”.
فهل يُعقل أن تكون أكبر بطولة في البلاد، بلا مكانٍ يأويها، ولا راعٍ يرعاها، ولا حامٍ يحميها من هذا التيه والضياع؟
بلا خطة، بلا مركز إدارة؟
هل يُعقل أن نعيش هذا التخبط، ولجنة المسابقات تتعامل مع الدوري كما لو كان خريطة للبحث عن الكنز، يتغير موقعها كل أسبوع؟
لا يا سادة، هذا ليس عبثًا من لجنة صغيرة، بل هو إفلاس إداري كامل لمجلس اتحادٍ أعطى ظهره لأكبر بطولة ينظمها، ووجّه وجهه شطر انتخابات مبكرة، طُوِّع لها كل شيء…
القانون، الظروف، حتى الأزمات.
الاتحاد العام اليوم لا يبحث عن إنقاذ ما تبقى من الموسم، بل يبحث عن التحكم في مفاصل اللعبة الانتخابية، والاستفادة من حالة الحرب لإقصاء المنافسين، وتفصيل التوقيت ليتناسب مع من في “الخندق”، لا مع من في “الملعب”.
وهنا يبرز السؤال القاسي:
من الذي خوّل للاتحاد العام أن يوظف القانون لمصلحته الخاصة؟
من الذي سمح له بتحويل البطولات إلى لافتة وهمية، واللوائح إلى سلاح انتخابي؟
من الذي علّمهم أن الانتصار في المكاتب أهم من الانتصار في الميادين؟
إنها عقلية إجرامية، لا رياضية، عقلية تُحسن استغلال المحن لا إدارتها، وتُتقن ترويض القانون لا تطبيقه، تُكرّس للبقاء لا للبناء.
دوري النخبة اليوم أشبه بـ”العبير الأجرب” الذي تتبرأ منه الولايات، لأنه لم يُهيّأ كما ينبغي، ولا خُطط له كما يليق، ومع ذلك يُفرض فرضًا لأسباب لا علاقة لها بالرياضة.
أما لجنة الانتخابات، التي يُفترض أن تكون حارسةً للنزاهة، فصمتها المدوي وعدم اعتراضها على توقيت الانتخابات يثير الريبة، ويجعلها شريكة في مؤامرة يُراد بها بقاء نفس الوجوه ولو على أنقاض المؤسسات.
كفى عبثًا أيها الاتحاد، فقد شارف الصبر على النفاد، والمسرحية أوشكت على الانهيار.
وأهلك العرب قالوا:
“إذا اختلطت التجارة بالإمارة، فسد الحكم وضاعت الأمانة.”
ونحن نقول: حين تختلط الرياضة بالمؤامرة، فلن يبقى لنا لا نادٍ ولا وطن.
يا النخبة الحزن في بالك
ويا مدني شوقنا في استقبالك
والله المستعان
