الرأي

ما لا يعلمه محمد كامل سعيد..!

عدد الزيارات: 21٬002

عوض العبيد يكتب:

بهدوء……

ما لا يعلمه محمد كامل سعيد..!

ترددتُ كثيرًا في كتابة هذا المقال؛ لأنني لم أعتد الرد على الزملاء الصحفيين في الشأن الخاص، أو الشأن العام الذي يحمل جوانب خاصة وشخصية، وذلك حتى لا يتحول الأمر إلى جدال لا يُثمن، أو إلى جدال لا يُغني من جوع. ولكن بحكم مسؤوليتي عن مكتب رئيس نادي المريخ السابق، القنصل حازم مصطفى، في العاصمة المصرية القاهرة، فإن الواجب يُحتّم عليّ توضيح بعض الحقائق، ردًا على الزميل محمد كامل سعيد، مع وافر التقدير، وخالص الاحترام.

ولفائدة القارئ، أشير إلى أن الزميل محمد كامل سطّر مقالًا مطولًا بعنوان “ظهور القنصل حازم في المشهد”، تحدث فيه عن زيارة قمنا بها إليه – شخصيًّا، والزميلان محمد الطيب كبور، ويوسف الفششوية – إبان مرضه الأخير، وهذه سانحة لكي أجدد تهنئتي للزميل محمد كامل على نعمة الشفاء؛ فذلك أمر أثلج صدورنا، وأفرحنا كثيرًا.

النقطة المهمة والجوهرية التي أبدأ بها هي: إن الزميل محمد كامل لم يفهم مقصودنا من الزيارة، التي نبعت من واجب الزمالة والإخاء، فقد ظنّ كامل أنها كانت متعلقة بالترتيب لانضمامه إلى الطاقم التحريري لصحيفة الصفوة، التي يرأس مجلس إدارتها الأخ بابكر سومي، ورئاسة تحريرها الأخ الزميل العزيز محمد الطيب كبور.

أقول للزميل محمد كامل: إنه وفي ضوء ما تناولته في مقالك، فإنك أسأت الفهم بشأن زيارتنا الأخيرة لك، وكذلك بشأن اتصالي بك بخصوص صحيفة المريخ، واتجاهك من العمل مع مجموعة سوداكال، إلى العمل مع مجلس إدارة المريخ الحالي برئاسة عمر النمير.

ما أحب أن أؤكده مجددًا، إن زيارتنا جاءت في إطار عمل تطوعي مستمر، أقوم به بالتعاون مع عدد من الزملاء، من خلال مكتب القنصل حازم مصطفى بالقاهرة، وذلك ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، التي نلتزم بها تجاه المجتمع، والتي تشمل زيارات المرضى، وتقديم الدعم المعنوي والإنساني، دون أي اعتبارات شخصية أو أهداف ومصالح خاصة.

وأؤكد للزميل محمد كامل أن زيارتنا له في محنته الأخيرة ومرضه لم تكن مدفوعة بأي غرض سوى الواجب الإنساني، الذي يمليه علينا رباط الزمالة في مجال العمل الصحفي. ولا أُخفيك سرًّا، إن قلتُ إنني تأسفت بدرجة كبيرة لسوء الفهم أو التأويل غير الصحيح لنية ومقصد الزيارة، التي جاءت في إطار مجتمعي خالص.

وبصراحة شديدة، فقد استغربتُ كيف فات على فطنة الزميل محمد كامل أن الزيارة والتواصل معه، ومن ثم اطمئنان القنصل حازم عليه، كانت كلها أثناء عمله ضمن صحيفة آدم سوداكال رئيس نادي المريخ الأسبق، وحينها لم يظهر أي حديث عن اتجاه أو تحوّل الزميل كامل إلى صحيفة أخرى.

ما لا يعرفه محمد كامل أن الزيارة جاءت مثلها مثل الزيارات الكثيرة التي نقوم بها، في إطار المبادرات الخيرية التي تنبع من قناعة راسخة بأهمية الدور المجتمعي، وليس بدافع رجاء منفعة أو مصلحة من أحد.

وما لا يقبل الجدال أن الزيارة تمت بصورة عفوية، وبترتيب مع الزميل يوسف الفششوية، وحينما علم القنصل حازم بذلك، أصرّ أن يتحدث مع الأخ محمد كامل، ويطمئن على صحته، بل أوصى بالوقوف معه في محنته، بعد أن أبلغه أنه رهن إشارته حال احتاج إلى أية مساعدة، مثلما ظلّ القنصل يفعل مع كثير من الناس ممن يعرفهم ومن لا يعرفهم.

ذكر الزميل محمد كامل – في مقاله – أنني تواصلتُ معه هاتفيًّا، وطلبتُ منه عدم الرد على ما حدث في أمر انتقاله إلى صحيفة المريخ، وأنني ذكرتُ له أن “قصة عمله محلولة”..!

صدق محمد كامل فيما قال، لكنه لم يُحسن تفسير حديثي، وأقول له إن تواصلي هاتفيًّا معك كان بشأن عدم الخوض في شؤون صحيفة المريخ، ولم يكن بدافع تدخل أو مصلحة، بل من باب التناصح الأخوي، والحرص على تهدئة الأجواء، بدافع المحبة ليس إلا.
ولا أدري من أين جاء الزميل محمد بتفسير لا يوافق الواقع ولا المنطق.

ومع كامل الاحترام لك، أخي محمد، لكن إذا كانت هناك فعلاً نية لضمّك إلى صحيفة الصفوة، لما احتجتُ إلى كل هذه اللفة الطويلة، أو التلميحات غير المباشرة؛ فالأمور تُدار عندنا بوضوح وشفافية، ووفق معايير مهنية لا تحتاج إلى وسطاء أو مجاملات. وإذا كان هناك نية فعلية، كنا سنُقدّم لك عرضًا مباشرًا، بعد التشاور مع رئيس مجلس الإدارة، وإذا قبلته نُكمل الاتفاق رسميًّا، لتباشر عملك بشكل فعلي، على نحو ما يحدث مع كل الصحفيين والكتاب.

في الختام، أجدُ نفسي مضطرًا أن أقول للزميل محمد كامل: إن ما بدر منه من تفسير خاطئ لمقصدنا من الزيارة الاجتماعية ربما يترك في نفسي أثرًا سالبًا، لدرجة أنه قد يجعلني مترددًا في زيارة أي زميل صحفي مستقبلًا، خشية أن يُساء فهم أو تفسير نيّتي مرة أخرى، وهذا أمر محبط لكل من يعمل في المجال العام والإنساني، ويُقدّم واجبه دون انتظار مقابل.

ختامًا، أرجو لك تمام الصحة والعافية زميلي العزيز محمد كامل، وإن شاء الله ما تشوف شرّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..