المريخ أكبر من مجرد فريق!
أبو عاقلة أماسا
* عندما تبلورت فكرة الأندية في السودان كانت أكبر من مجرد فريق لممارسة كرة القدم، بل تأسست على قاعدة متينة قامت عليها المتفرعات الباقية، وسمى الأوائل من الرواد على سبيل المثال نادي “س” الإجتماعي الثقافي الرياضي، وكان ذلك عندما كانت الأندية أماكن يرتادها الطبقات المتعلمة والمثقفة لتكون أماكن تلاقيهم، وعندما منع المستعمر الإنجليزي التجمعات والأنشطة خوفًا من الثورات وحركات التحرر، وكانت هذه الأندية من الأماكن التي احتوت الحركات الوطنية وشكلت مراكز للإشعاع الثقافي، وبالفعل كان النشاطان الإجتماعي والثقافي هما القدمان اللتان حملتا الرياضة السودانية لتقف وتسير وتتطور، ولولاهما لما ازدهرت الأنشطة الرياضية!
* المريخ كنادٍ رائد في السودان أكبر من مجرد فريق لكرة القدم، صحيح أن فريقه لكرة القدم يشكل ذروة سنامه، ولكن كانت هنالك أشياء تحمله ليبلغ تلك الذروة منها النشاطان الاجتماعي والثقافي، والحركة الاجتماعية نفسها تصنف مابين الاجتماعية التلقائية والمنظمة، وهنالك فرق بين أن نترك الأمور تسير على سجية الناس وحب البعض للتعارف والتواصل، وبين أن نجتهد في التنظيم وترتيب الأفكار لنعطي مجتمعنا شكل المجتمعات الواعية والمتحضرة، وهنا تتداخل المفاهيم ويبدو الخلل!
* في السابق كانت مجالس الإدارات، تقوم على 90% من الشخصيات المعروفة في مجتمع نادي المريخ، ومعروفة هذه نقصد بها أن الشخصية موجودة في مجتمع النادي، ويعرفه الناس بسلبياته وإيجابياته، ولا شيء يصنع المفاجأة إذا دخل مجلس الإدارة فكل شيء منه معروف، سواءً وضعه المالي أو الفكري أو قدراته الشخصية الأخرى، حتى الذين كانوا يرغبون في دخول معترك العمل الإداري، كان عليهم أولًا أن يتدرجوا بالتعرف على المجتمع وتلمس الطريق الصحيح، وعندما يطرح اسمه لا أحد يسأل “من هذا ومن أين أتى؟”، أما الآن فقد أصبح المجتمع أكبر مما كان عليه، وتطورت وسائل التواصل أيضًا لتشمل واتساب وفيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها، ولكن مسرح العطاء واحد هو نادي المريخ الكائن بشارع العرضة بأم درمان، ومن المفترض أنه القلب النابض، وبه يقاس نبض مجتمعه..
* الجانب الرياضي أخذ منحى أُحادي مخل، فاهتم الناس بفريق كرة القدم بصورة مخلة وغير مرتبة، بإنفاق عشوائي غير محدود ولا مدروس وأهملت الجوانب الأخرى، برغم أن الإنفاق عليها لا يساوي نسبة ضئيلة مما ينفق على فريق الكرة، وأحياناً لا يحتاج فريق مثل السلة إلا لوقفة تليق بمن يرتدي شعار النادي ويدافع عنه، ولكن مجلس المريخ الحالي لديه رأي آخر.. أو ربما لا يعرف بعض أعضاءه أن هذا النادي أكبر من مجرد فريق كرة قدم!
حواشي
* أما النشاط الثقافي فحدِّث ولا حرج، نقترب من العامين وليس في جعبتنا غير حفل جماهيري واحد، أحياه الفنان طه سليمان بمسرح عروس الرمال بالأبيض!
* نادي المريخ فيه مسرح ممتاز، وفي موقع يستحق أن يكون بؤرة إشعاع ثقافي في أم درمان لكنه ظل خاليًا من أي حركة، ومنذ أن سكنها البوم افتقدنا حتى ذلك النشاط الموسمي، الذي كان ينظم في رمضان على أيام المرحوم هاشم الزبير!
* عرفنا أن هنالك خلاف بين هيثم كابو مسؤول الثقافة وقيادة المجلس، وأن ظهور سلمى سيد ودخولها الساحة بقصة معرض الخرطوم ورعاية المريخ زاد من الشرخ القائم فخسرنا جهود كابو!
* إذا كان المجلس عاجزًا عن استغلال مسرح النادي، وإدارة نشاط ثقافي محترم وحقيقي، فما عليه إلا أن يعلن ذلك وبعدها سيكون لكل حدثٍ حديث!
* من الغرائب أن فريق المريخ لكرة السلة يتصدر الدوري بالعلامة الكاملة، ومع ذلك يعاني ويشكو لطوب الأرض ولا يجد أبسط مقومات الإستمرار!
* والأخ خالد زروق الذي أوكلت له مهمة ادارة المناشط، اعتذر من المهمة بدون ذكر أسباب للاعتذار،وأكثر من عضو بالمجلس الآن بلا أعباء غير أنهم يتمتعون بشرف “عضو مجلس إدارة نادي المريخ”!
* إذا كان المريخ مجرد فريق لكرة القدم فلماذا ننتخب ١٥ عضوًا؟ ولماذا لا نكتفي بالرئيس ونائبه للشؤون الرياضية ونلغي باقي الشكليات؟
* مايحدث لفريق السلة ليس بسبب ضيق ذات اليد، أو أن المجلس غير قادر على الإيفاء بالتزاماته تجاهه، بل يتعلق الأمر بصورة نادي المريخ في أذهان بعض أعضاء المجلس، وهو عندهم لا يتجاوز كونه فريق كرة قدم فقط ليس إلا!