وسط الرياح

“النخبة” الكسيحة

عدد الزيارات: 21٬001

474أبو بكر الطيب

حين يعجز الاتحاد ويبحث عن شماعة

من يظن أن بطولة “النخبة” المتعثرة سقطت بفعل انشغال الولايات، لم يُمعن النظر في الحقيقة كاملة. فالذين بيدهم دفة الاتحاد السوداني لكرة القدم يعرفون تمامًا أن البلاد تمرّ بمرحلة دقيقة، وأن ولاة الولايات على اختلافهم باتوا منشغلين في واجبهم الأهم: دعم الجيش وتأمين حياة الناس في وطنٍ يحترق.

ورغم ذلك، لا تزال لجنة الاتحاد تتنصل من واجبها وتبحث عن شماعة تُعلّق عليها فشلها الموروث والمصنوع.
والأدهى من ذلك، أن الاتحاد، وهو يدرك غياب الدعم الولائي، لم يُقدّم أي خطة بديلة واقعية، بل مضى يُكابر كمن يسوق جملًا ميتًا في رمالٍ متحركة.

من الذي فشل فعلاً؟
من يرفض استضافة “بطولة ميتة قبل ولادتها” ليس هو الضعيف… بل هو الأذكى.
فمن يقبل باستضافة دوري لا يملك الاتحاد له تمويلًا، ولا خطة واضحة، فهو يُغامر بسمعته وموارده ومؤسساته لأجل بطولة لا تُرجى منها فائدة.

فمن أين لكم أن تُقام بطولة بهذا الحجم:

بلا تمويل واضح؟

ولا ملاعب محجوزة مسبقًا؟

ولا فنادق تم التعاقد معها؟

ولا حتى جدول زمني مُعلن ومحترم؟

أين تذهب الأموال؟!
والسؤال الذي يطرحه الشارع الرياضي اليوم، ولن يُسكت صوته هذه المرة:
أين تذهب أموال الاتحاد؟

أموال الفيفا التي تُمنح سنويًا لدعم البنية التحتية والمنافسات المحلية؟

أموال الاتحاد الإفريقي التي تُضخّ في شكل منح ومعسكرات ودعم فني؟

أموال التحضيرات الدولية التي أُتيحت للمنتخب الوطني؟

بل حتى أموال الرياضة النسوية، التي نسمع بها في الورق والميزانيات، ولا نراها إلا كـ “العنقاء” و”الخلّ الوفي”.

كلها تذهب… ولا أثر على الأرض.
بطولة “الرياضة النسوية” مثلها مثل “النخبة”… في فم البيانات، لا في أرض الواقع.
لا منافسات، لا نتائج، ولا تفسير!

⚠ التخبط عنوان المرحلة

مرة تُقام النخبة في مدني.

ثم تتحول إلى عطبرة.

ثم يُهمس باسم مروي.

واليوم… ربما تنزانيا أو العودة إلى المجهول.

ولم يعد أحد يعلم:
هل الاتحاد يبحث عن حل؟
أم فقط يريد إنقاذ ماء الوجه بمشهد احتفالي كاذب؟
والأسوأ، أن كل هذه التنقلات والضجيج تحدث، ولا أحد في الاتحاد يتجرأ ويقول: لقد فشلنا.

كفى… لا تُحمّلوا الآخرين وزر فشلكم
دعوا ولاة الولايات في شأنهم…
هؤلاء مشغولون بجبهات المعارك، لا بخطط فاشلة لمنافساتكم.
من عليه أن يدعم ويصرف وينظم هو أنتم،
لا من يُحارب لأجل تراب هذا الوطن.

لستم اتحاد ظلّ،
ولا لجنة طوارئ وطنية،
أنتم اتحاد يستلم الأموال، ويُفترض أن يُديرها باحتراف.

لكنكم حوّلتموها إلى ملفات مسرّبة،
وحسابات لا تُراجع،
ونتائج صفرية!

الرسالة الأخيرة: اتقنوا التنظيم أولًا
إذا لم تتمكنوا من إقامة دوري منتظم في ظروف صعبة،
فهذا لا يُدين الظروف، بل يُدين ضعفكم وفوضاكم وتخبطاتكم.

أما الجماهير، فقد شبعوا من الأعذار،
وشاهدوا بما يكفي من الحيل.
إمّا أن تُقدّموا منتجًا محترمًا،
أو تنسحبوا وتُسلموا الراية لمن يُجيد غير التبرير والتذاكي.

وأهلك العرب قالوا:
“إذا فُقدت الأمانة ضاعت الحُجّة،
وإذا ضاعت الحُجّة سقطت الهيبة،
وإن سقطت الهيبة… فلا سلطان لفاقدها.”

والاتحاد اليوم… بلا أمانة ولا حُجّة، فكيف تُرجى منه رياضة ولا بطولة؟

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..