أبو عاقلة أماسا
* يظل المريخ قويًا ومهيبًا مهما تكالبت عليه الظروف وأحاطت به المحن، ولولا سوء تقدير أهله في كثير من المواقف لكان من الأندية التي تذكر عندما يتحدث العالم عن الأرقام القياسية، ولكن بعض الإنجازات تفلت أحيانًا في لحظة غفلة لا تكاد ترى بالعين المجردة ولا يكشفها الإنسان العادي، ولكن من أبرز النتائج التي حققها المريخ عبر التاريخ، وكانت سببًا مباشرًا في رفع الروح المعنوية لشعبه، ومنحهم إحساسًا إضافيًا بالقوة والمنعة تلك التي عاد منها ليقلب الطاولة على خصومه، ولنا فيها ذكريات لا نمل روايتها لتُحفظ وتُحكى للأجيال.
* السابقون حكوا لنا قصة ملحمة “فاطيما” بطل إفريقيا الوسطى، الذي غافل المريخ وهزمه ببانقي 3- 0 وجاء إلى الخرطوم يتمخطر، وفوجئ هنا بلاعب خارق إسمه كمال عبدالوهاب لم يشارك في مباراة الذهاب، ولم يفهم الضيوف شيئًا من دقائق المباراة الأولى حيث عادل المريخ نتيجة الذهاب قبل نهاية شوطها الأول، فاضطر الضيوف إلى الانسحاب بحجة أن أصحاب الأرض استعانوا بلاعب غير مسجل معهم!
* في نهاية التسعينات من القرن الماضي، كان المريخ يعاني من الصراعات الإدارية لدرجة هزمت ثقة المريخاب التاريخية في فريقهم، وبعد حصول الفريق على بطولة 1997 كان عليه أن يشارك في أبطال العام التالي، فأوقعته القرعة مع فريق جامعة أوتالي من كينيا، وكانت المفاجأة أنه خسر المباراة الأولى برباعية ليسود الإحباط أنصاره، ولكن الفريق انتفض في الإياب وسجل ثلاثية في المباراة التاريخية التي أقيمت باستاد المريخ، وذلك في أول مشاركة للنجم الكبير فيصل العجب مع الفريق، وتكرر ذلك في المباراة الأولى بعد حادث أم مغد المشؤوم، عندما أوقعت القرعة المريخ مع كانون ياوندي الكاميروني في أبطال 2003 والجميع في حضيض المعنويات، فخسر الفريق الذهاب بياوندي بخمسة أهداف في مباراة أهدر فيها نجم الدين أبوحشيش ركلة جزاء، ندمنا عليها لأنها كانت ستؤهل الفريق، وتحدث مفاجاة تدون في التاريخ بعد أن أظهر الفريق روحه الحقيقية باستاده ووسط جماهيره وأحرز أربعة أهداف نظيفة!
* الريمونتادات المكتملة والممتعة بدأت في 2005، عندما خسر المريخ بثلاثة أهداف بعاصمة مدغشقر أنتاناناريفو، وأحرز النجم بدرالدين قلق هدفًا وحيدًا، قلت في لحظتها للزميل إبراهيم عبدالله أن المريخ سيتأهل للدور المقبل بفضل هذا الهدف وقد كان، وذلك عندما نجح رفاق العجب في إيداع ثلاثة أهداف نظيفة في شباك الضيوف في ريمونتادا حقيقية، وتأهل بفضل هدفه الذي أحرزه خارج ارضه، وما زلت أعتقد أن الفريق الذي يريد أن ينافس على أدوار متقدمة، عليه أن يبدي قدرته على الإحراز في أرض منافسه..!!
* مرة أخرى وفي العام التالي كرر المريخ ذات الشيء مع أيه أس باماكو في الكونفيدرالية، عندما خسر الذهاب بثلاثية على ملعب موديبو كيتا، وعاد في استاده بذات النتيجة وتأهل للدور التالي من المنافسة!
* أجمل ريمونتادا عاشتها جماهير المريخ كانت أمام ريفرز يونايتد النيجيري في 2017، عندما خسر الذهاب بنيجيريا بثلاثية نظيفة، واحتشدت جماهيره كالعادة في استاده بعد أقل من أسبوع وكانت قلبة الطاولة كما ينبغي، وحقق الفريق الفوز برباعية نظيفة متأهلًا للدور التالي، لتكون تلك المباراة واحدة من المعارك التأريخية التي أثبتت عمليًا، إنه لا مستحيل أمام عزيمة نجوم المريخ واندفاعهم للزود عن ألوان الفريق!
حواشي
* في مباراة اليوم أمام بلوزداد الجزائري، نرجو أن يستلهم اللاعبين روح الإنتصار من تلك المعارك التاريخية، التي ذكرنا منها نماذجًا فقط في هذه المساحة المحدودة!
* إصابة الجزولي نوح ستفقد الفريق جهود نجم شاب ومميز ومؤثر، ولكنها ستكون سببًا في بزوغ نجم جديد في هذه المباراة بإذن الله!
* في العام الماضي شارك السماني الصاوي أمام الهلال في ستاد السلام، في اللحظة الأخيرة بديلًا لمحمد الرشيد على ما أذكر بعد أن عانى من وعكة طارئة، ولا نحتاج لأن نذكر مافعله في تلك المباراة!
* رب ضارة نافعة!
* لم أفهم قصة سفير العلاقات الإجتماعية التي خص بها رئيس النادي أيمن أبو جيبين الأخ الجنيد، هذا ليست اعتراضًا بالطبع لكنها اسئلة تطرح نفسها بقوة أولها ماهو تصور أيمن أبو جيبين ومجلس إدارته للمسؤوليات الإجتماعية لنادي المريخ؟
* إذا كان الهدف أن يتملص المجلس من مسؤولياته، ويوكلها لأفراد بدون أي موجهات تنظم الأمر، كنشاط يؤثر إيجابًا وسلبًا في المريخ وسمعته فسوف تكون لنا عودة لهذا الموضوع وسوف نناقشه بوضوح!
* هنالك أعضاء في مجلس المريخ لم نسمع عنهم بعد الإنتخابات، لا في زيارة لاستاد المريخ ولا في الزيارات الاجتماعية ولا حتى حديثٍ عابر عن القضايا التي تعج بها الساحة الرياضية والمريخية، لم نعد نسمع بخالد زروق، ولا نصر الدين الشريفي، ولا نائب الرئيس عثمان الأمين الشيخ، ولا أيمن المقبول، ولا محمد الفاتح المقبول، ولا سلمى سيد التي نجحت في مهمة ضرب هيثم كابو!
* دخلوا القش، ما قالوا كش!
* إذا أراد مجلس المريخ أن ينجز أمر الاستاد هذا في فترة وجيزة، فعليه أن يبدأ أولًا بتصحيح الأوضاع وحسم التقاطعات، وأن يستعين ببيت خبرة لرسم كروكي متكامل يتضمن إشتراطات الفيفا من أجل حلول جذرية، أما إذا تابع بنفس الوتيرة والأسلوب الحالي، فإننا سننتظر عامين آخرين وربما أكثر دون أن نعود لملعبنا!
* حتى لو وصلت بقية الحاويات من بورتسودان واكتمل العمل في أرضية الملعب، فهنالك الكثير مما ينتظر تنظيمه وترتيبه وإنجازه في هذا الملف، والموضوع أكبر من شوفونية إعلامية وغش وخداع وتصريحات للاستهلاك!
* أخشى أن نبذل جهودًا كبيرة ومضنية، ثم نصطدم بأننا أهدرنا الكثير من الوقت والمال، دون أن نبلغ نقطة “مطابقة مواصفات الكاف والفيفا”!